الشيخ عالي الرضى... صالح العلماء وعالم الصالحين
الثلاثاء, 18 مارس 2014 00:02

altأصدق وصف لهذا الصالح هو ما جادت به قريحة هذا الشاعر حيث يقول:

 

هو اليمن في يمناك واليسر في اليسرى

وباقي المزايا بين أعضائك الأخرى

وما الناس إلا بين ذين ابتغاؤهـــــــــــم

فمن يبتغي يمنا ومن يبتغي يســــرا

 

أنجبت بلاد شنقيط – عبر مراحل تاريخها المتعددة – عددا كبيرا من العلماء والصالحين وقد عرفوا في مختلف أصقاع المعمورة بغزارة العلم وبالورع والتقى والزهد وكانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر حيثما حلوا وأينما ارتحلوا، وكانت صفات العربي، الأبي، الشهم، السخي، الموحد، العابد، الساجد، الراكع، تلازمهم مهما تعددت مشاربهم وتفاوتت مراتبهم، من صلب هؤلاء ومن ذؤابتهم بزغت شمس العالم، الصالح، التقي، الورع، الشيخ عالي الرضى ولد محمد ناجي ولد حما الشريف الصعيدي، كان مولده أوائل سبعينات القرن المنصرم على أديم ولاية اترارزة- موطن العلم والعلماء وحاضنة الصالحين والأتقياء ومنبت العظماء والشرفاء – بمنطقة إكيدي وفي قرية ابير اتورس بالذات.

 

ظهرت علامات النبوغ والتميز عليه في وقت مبكر من عمره وقد ظلت شمائل التقى والورع والمجد والإنصاف والجود والوقار تلازمه منذو مولده وحتى اليوم وقد صدق فيه قول الشاعر:

 

رعيت رياض العلم طفلا وناشــــــئا

و كهلا فمن ذا يدعي معك المجدا

تلوذ بك الآمال وهي غريبــــــــــــة  

فتؤنسها جودا و توسعها رِفْْــــــدا

عفاف وإنصاف وحسن شـــمائـــــل 

تفوق شمول الراح ممزوجة شهدا

 

لقد انطلق عطاء الشيخ عالي الرضى المعرفي من محظرته في قرية ابير اتورس هذه المحظرة التي يسيرها ويقود طاقمها العلمي عمه العالم الشيخ ولد حما وهو أحد أعلام أسرة الشرفاء هذه التي ينحدر منها الشيخ عالي الرضى، وقد خرجت هذه المحظرة حتى الآن أفواجا عديدة من حفظة القرآن بعلومه المختلفة من رسم وتجويد وغيرها ومتخصصين في علم الحديث وعلوم الفقه، وقد رسخ الشيخ عالي الرضى في أوساط طلابه ومريديه المنهج الإسلامي الوسطي الذي لا يقبل الإفراط ولا التفريط كما وطن منهج التمسك بالسنة النبوية المطهرة وتتويجا لهذه المسيرة العلمية المظفرة ونتيجة لهذه المكانة الكبيرة التي أصبح يحتلها الشيخ عالي الرضى في نفوس الموريتانيين بشكل خاص والمسلمين في مختلف أقطار العالم بشكل عام، فقد أسندت إليه رئاسة المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنتدى الذي تعددت وتوالت نشاطاته خلال السنوات الأخيرة حيث نظم عشرات الملتقيات والندوات والمحاضرات.

وموازاة مع هذا العطاء العلمي الفياض، عرف الشيخ عالي الرضى بالإنفاق في سبيل الله بدءا بكفالة الأيتام، وانتهاء بالإنفاق على طلاب العلم، مرورا بإعانة الفقراء وذوي الحاجات الخاصة وغيرهم وأصدق وصف لهذا الشيخ بخصوص مستوى إنفاقه ودرجة صلاحه هو قول الشاعر:

تباعدت الآمال عن كل مقصد  وضاقت بها إلا إلى بابه السبْلُ فويل لنفس حاولت منك غِـرةً  وطوبى لعين منك ساعة لاتخلو فما بفقير شام برقك فاقــــــة  و لا في بلاد أنت صيَّبها  محل

امتاز الشيخ عالي الرضى بعلمه الوهبي "اللدني" وهذا النوع من العلم عطاء من الله سبحانه وتعالى يخص به من يشاء من عباده، قال تعالى: "وعلمناه من لدنا علما"، وامتاز كذلك بكونه أصبح اليوم أشهر رجل على الإطلاق يعرف الرقيا الشرعية بشكل صحيح، لا غبار عليه، وقد شفيَّ على يده –بإذن الله تعالى- عدد هائل من المرضى وهذا ليس مستغربا فالرجل عبد صالح، تقي، زاهد فيما عند الناس، راغب فيما عند الله ومن وصل إلى هذه الدرجة يصدق فيه قول الشيخ محمد المامي:

 

صدْع الكون أنكد أنطـــبُّ 

وأمن الكون أنكد أنريـــــــــحُ

والعبد إيل فلْــــــــش رب 

فأيديه إدير أمفاتــيـــــــــــــحُ

 

أحمد /محمد عبد الله / باها