أقرت الحكومة الموريتانية سنة 2012 جملة  من الترتيبات القانونية والشروط التي تلزم المؤسسات المستثمرة في مجال المياه المعدنية باحترامها بغية السماح لها بولوج السوق الوطنية وذالك مراعاة - لسلامة تلك المياه التي تتسبب عادة  في اوبئة فتاكة بمجرد اهمال العامل الصحي.

ولعل الشركات العاملة في المجال ادركت ذالك  ونفذت هذه التوصيات جيدا سبيلا الى ديمومتها واحتلالها مكانة محترمة بين الشركات الاخرى ..ففي الوقت الذي عبرت الدولة عن الصرامة في التعامل مع المخالفين الذين لاتتوفر فيهم معايير الجودة شكل ذالك صدمة للبعض ووجد نفسه خارج المجال ،في حين استطاع البعض الاخر اثبات وجوده عن طريق اقتناء احدث الآليات ذات الجودة والمتعارف عليها دوليا . نذكر في هذا المجال مؤسسة الصفا للمياه المعدنية التي واجهت التحدي بروح عالية واستطاعت اثبات وجودها في الساحة المحلية وحتى الخارجية - حيث إقتنت المؤسسة اجهزة اوروبية متطورة باهظة التكاليف وبالتحديد من المانيا وفرنسا ،وتجلى من خلال شهادات بعض الاعلامين وغيرهم ممن حضروا اليوم المفتوح الذي نظمته إدارة المؤسسة أمامهم قبل أيام حيث خرجوا جميعا بتصور مفيد وهام  حول مستقبل المؤسسة .

فشركة الصفا للمياه المعدنية يوجد مقرها على الطريق الرابط بين مركز تكند الإداري وقرية النمجاط بولاية ترارزة وتحديدا على بعد 8 كيلومترات من تكند. و قد تم استقبال الطاقم الإعلامي الزائرالذي كان في مهمة تحقيق من قبل المدير العام ورجل الأعمال ‘‘ محمد ولد محمدن الملقب لعبار  ‘‘ محاطا بكبار معاونيه حيث رافق الإعلاميين في جولاتهم داخل المؤسسة الدكتور عبد الله ولد حبيب الرحمان اخصائي الصناعات الغذائية الذي أكد استجابة مؤسسته للمدونة التي أقرها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بخصوص تنقية المياه المعدنية وجودتها حتى تمتثل للشروط والقوانين الوطنية والدولية .حيث تجول الدكتور عبد الله ولد حبيب الرحمان  رفقة الطاقم الإعلامي داخل المؤسسة  لإطلاعه على الآليات الحديثة التي تتوفر عليها مؤسسته كتلك المعنية بتنقية المياه المعدنية من الجراثيم التي لا ترى  بالعين المجردة وقد تم إنشاء وحدة صحية للآمان من الجراثيم تم تزويدها بأجهزة ميكروسكوب لاكتشاف كل عينات و أحجام الجراثم .

كما أطلع الدكتور زواره على البئر الذي تستخرج منه المياه المعدنية من بحيرة تكند وطريقة معالجة تلك المياه بالاشعة فوق البنفسجية لأجل تعقيم المياه طبقا للقوانين والاعراف الدولية المتعارف عليها بخصوص صناعة المياه المعدنية. وأطلع الدكتور ولد حبيب الرحمان الإعلاميين على الاجهزة المطهرة للمياه من الحصي و الغبار كما أطلعهم على وحدة تنظيف وتطهير المسارات الصناعية. وقد زار الطاقم الإعلامي أيضا وحدة نفخ القنينات بجميع الأحجام و تعرف على طريقة تطهيرها وغسلها وتعقيمها قبل ملئها بالمياه المعدنية هذه الأجهزة التي تسمح بتطهير وضمان كافة الأدوات والآليات التي يمر بها الماء أثناء عملية التصنيع. 

نشير هنا إلى أن مؤسسة الصفا تمتلك طاقما صحيا متخصصا في الصناعت الغذائية يتألف من ثلاثة أفراد وهذا الكم لا تتوفر عليه أية مؤسسة أخرى عاملة في المجال اليوم في بلدنا . وتعتبر الطاقة الانتاجية لمؤسسة الصفا كبيرة جدا ولاتمكن مقارنتها بأي مؤسسة أخرى.

وتقوم الشركة بتشغيل أكثر من 60 عاملا بينما تقوم بتوفير السقاية  مجانا منذ تأسيسها بداية 2008 لعشرات أو ميآت السكان القاطنين والرحل ولجميع مواشيهم. تقبل الله هذا العمل وجعله في ميزان اعمال صاحب ومؤسس هذه الشركة - حيث أن هذه ميزة انفردت بها شركة الصفا للمياه المعدنية  خلافا لجميع المؤسسات الوطنية الأخرى . واهتماما بالجانب الديني فقد شيد مدير المؤسسة في داخل المصنع مسجدا عتيقا يتسع لاكثر من 700مصلي له منارتان ومزود بسكن للامام والمؤذن إلى جانب حنفيات داخلية وخارجية للوضوء مع مرافق عمومية وذالك بتكلفة بلغت عشرات الملايين من الاوقية ،حيث شكل هذا المسجد قبلة لسكان القرى المجاورة  والمسافرين عبر طريق النمجاط إضافة إلى عمال الشركة لأداء مناسك الصلاة.