ما أشبه الليلة بالبارحة : محاولة اثيوبيا الآن تعطيش الشعب المصرى مثل ما جرى سابقا بين موريتانيا و السنغال.

جمعة, 17/07/2020 - 11:23

.

في العام 2000 وصل الرئيس السنغالي السابق عبد الله و اد ، الى الرئاسه السنغالية بعد عشرين سنه من المعارضه وهو مشبع بالعداء لموريتاني 
جاء يومها عبد الله واد مشحون بكثير من عدم الود و الأخوه لموريتانيا فهو مازال تحت تأثير الكثير من العنتريات و العنصريه فى المعارضه السنغاليه ضد موريتانيا 
و نتيجة لذالك التأثير حاول عبد الله واد إحياء مشروع الأحواض النابضه فى نهر السنغال و المشروع عباره باختصار عن مضخات كبيره للمياه تضعها السنغال على جانبها من الحدود لشطف المياه الى الجهة السنغاليه لكن ذالك الشطف سيأخذ حصة السنغال من مياه النهر مع جزء كبير من حصة موريتانيا من المياه مما يعنى تعطيش الضفه الموريتانيه من نهر السنغال و تحويل حصتها الى السنغال من أجل الزراعه و الري ( اعتقد ان المشروع السنغالى آنذاك  قريب جدا من نفس فكرة ما تقوم به اثيوبيا مع مصر الآن ) 
فقام عبد الله واد باستيراد المعدات للمشروع السنغالى و أصبح كل شيء تقريبا جاهز للتنفيذ 
يومها كان يرأس  موريتانيا الرئيس السابق  معاويه ول سيد الطايع ( على اليمين فى الصوره) و كان رجل حاسم و صارم قى نفس الوقت ولا يقبل المجاملة ولا المساومه على الأمور السياديه المصيريه لموريتانيا 
فأرسل رسالة تحذير مباشرة للسنغال بأن المشروع يعتبره بمثابة إعلان حرب من السنغال على موريتانيا ولن يقبل بإقامته تحت أي  ظرف مهما كان حتى لو كان يستعمل الحديد و النار من أجل ايقاف المشروع السنغالى 
وعندما وصلت الرساله الى عبد الله واد لم يأخذ الأمر بجديه الأن الموقف الدولى السنغالى وقتها كان أقوى جدا من الموقف الموريتانى 
فالسنغال فى ذالك الوقت كانت تدعمها فرنسا و المغرب و دولة الاحتلال الإسرائيلي و قدموا لها الكثير من الدعم المالى و المعدات لتنفيذ  المشروع .
و بالتالى لم تأخذ السنغال الموقف الموريتانى على محمل الجد و استمرت فى التجهيز  لتنفيذ مشروعها .    
فعرف الرئيس الموريتانى معاوية ولد الطايع ان الأمر أصبح يتطلب  درجة كبيره من  الصرامه و الجديه و الحسم لتفهم  السنغال أكثر ان موريتانيا تأبى بشدة إقامة المشروع السنغالي الهادف الى سرقة حصة  موريتانيا من مياه نهر السنغال و ستتصدى له موريتانيا بكل ما اتيت من قوه رغم ضعف موقغها الدولى آنذاك فالعراق وحدها من كل الدول العربية و حتى دول العالم وقفت بكل شجاعه و صراحه مع موريتانيا كل الدول الأخرى اما وقفت مع السنغال او وقفت موقف الحياد السلبى من القضيه 
فقام الرئيس الموريتانى  بخطوه جريئة و شجاعه الافهام السنغال ان المشروع لا يمكن يتم مهما كان
فجمع الجاليه السنغاليه فى موريتانيا و كانت بعشرات آلاف اغلبهم عمال فى موريتانيا 
ووضعهم على الضفه الموريتانيه من النهر و طالب السنغال بأن تفتح لهم الحدود ليعدوا لبلدهم 
و نشر الجيش الموريتانى على طول الحدود الموريتانية السنغاليه الافهام السنغال ان الخطوه المواليه  الموريتانيه بعد اخراج جاليتها من موريتانيا و منعها من العمل فى الاراضى الموريتانيه
 هو إعلان الحرب اذا استمرت السنغال فى الإعداد لاطلاق مشروع الأحواض النابضه 
. وردا على الاستفزازات السنغالية امر ولد الطائع بجمع الجاليه السنغاليه ووضعها على الحدود و طلب من السنغال بأن تفتح لهم الحدود و هذا القرار هو أخطر ضربه غير متوقعه تلتقتها السنغال من موريتانيا  . 
فرغم ان الموقف الدولى السنغالى كان قوى جدا مقارنة بموريتانيا 
الا ان الموقف الاقتصادى الداخلى فى السنغال كان سيء للغاية الى أقصى حد ولا يتحمل اي ضغط أكثر فما بالك بعشرات آلاف العمال السنغاليين العائدين من موريتانيا الذين كانت تحويلاتهم الماليه سنويا من موريتانيا الى السنغال تقدر بعشرات ملايين من الدولار أموال ضخمه تنعش الاقتصاد السنغالى كثيرا و اذا انقطعت عنه فى تلك الفتره سينهار الاقتصاد السنغالى تماما المنهك اصلا 
و بعد الخطوه الموريتانيه الجريئة و القويه و غير المتوقعة ارتعدت فرائس الرئيس السنغالى و امتلأ قلبه من الخوف فهو لم يمضى عامه الأول فى السلطه و لديه مليون مشكله اقتصاديه داخليه عليه ان يحاول حلها وفاء لوعوده فى الانتخابات الرئاسية لجماهيره 
و بالتالى فهم بما لا يدع مجالا للشك ان مشروع الأحواض النابضه الذي يريد اقامته سيكون بمثابة القشه التى قصمت ظهر البعير 
و قام بعدها مباشرة بإيقاف المشروع نهائيا ووفقه و جاء عبد الله واد فى رحلة جوية الى موريتانيا تعبيرا  عن اخوته و صداقته للشعب الموريتانى و تعزيزا للعلاقه الاخويه بين الشعبين  السنغالى و الموريتانى 
و بعد ان اوقفت الدولة السنغاليه المشروع نهائيا و ألغته من برنامجها 
أعاد الرئيس الموريتانى العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها من الأخوه و الصداقه و سمح بعودة الجاليه السنغاليه الى موريتانيا و ممارسة عملها دون اي مشاكل .
الرجال_معادن_ومواقف

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط