مقتل بدر الدين وانتكاسة جديدة لحزب الله
الاثنين, 16 مايو 2016 06:54

media//version4_321544131.jpgمما لا شك فيه أن حزب الله تلقّى ضربة موجعة بمقتل أبرز قادته "مصطفى أمين بدر الدين" جراء قصف مدفعي استهدف موقعاً لحزب الله قرب مطار دمشق, ويقول مراقبون أن اغتيال "بدر الدين" يعتبر أكبر ضربة يتلقاها حزب الله منذ اغتيال قائد ميليشيات الحزب "عماد مغنية" في العام 2008 والذي تربطه بـ "بدر الدين" صِلات قرابة ونسب.

     وقد قالت مصادر أمريكية أن "مصطفى بدر الدين" حمل على عاتقه قيادة ميليشيات حزب الله التي تُقاتِل على الأراضي السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية في العام 2011 من أجل دعم نظام بشار الأسد في مواجهة فصائل المُعارضة السورية, والمعروف أن هناك الآلاف من عناصر حزب الله متورطة في الصراع العسكري بسوريا حيث تُقاتِل إلى جانب قوات النظام السوري وأن المئات من عناصر حزب الله لقوا حتفهم منذ تورط الحزب في الحرب السورية.      وتشير تقارير إلى أن "مصطفى بدر الدين" الذي قضى بقصف مدفعي قرب مطار دمشق هو في الأصل خبير متفجرات وأيضاً عضو في مجلس شورى حزب الله, كما أنه كان من المستشارين المُقربين لزعيم الحزب حسن نصر الله ورافقه في زيارات عديدة إلى دمشق, فضلاً عن أنه واحداً من خمسة عناصر تابعين لحزب الله اتهمتهم المحكمة اللبنانية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في العام 2005.      وقد وُلِد مصطفى بدر الدين في منطقة "الغبيري" بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في العام 1961, واشتهر بإسم "ذو الفقار" نسبةً لإسم سيف الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وأرضاه) والذي كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلًم) قد أهداه إياه, وأن "بدر الدين" بدأ في الانخراط داخل ميليشيات حزب الله منذ العام 1982.      ويقول مراقبون أن القائد "عماد مغنية" الذي تعرّض للاغتيال في العام 2008 هو مُعلِم "بدر الدين" الذي قام بتلقينه أساسيات ممارسة العمليات الإرهابية, كما أن هناك اتهامات لـ "مغنية" و"بدر الدين" بالضلوع في الهجوم الذي استهدف قاعدة لمشاة البحرية الأمريكية "المارينز" ببيروت في العام 1983 وهو الهجوم الذي أودى بحياة 241 جندياً أمريكياً.      وقد حدث في ديسمبر من العام 1983 أن قامت محكمة كويتية بإصدار حكم بالسجن 23 عاماً على أحد عناصر حزب الله ويُدعى "إلياس فؤاد صعب" بتهمة الهجوم على السفارتين الأمريكية والفرنسية باستخدام سيارات مفخخة, ورداً على الحكم بحبس "إلياس صعب" و16 من المتهمين في تلك القضية ومحاولة للمقايضة على خروجهم من السجن فقد قام "عماد مغنية" بخطف طائرة ركاب كانت في طريقها من تايلاند إلى الكويت كما تورّط في محاولة اغتيال أمير الكويت في العام 1985.      وقد تمكن "إلياس صعب" من الفرار من السجن عقب اجتياح القوات العراقية للكويت في العام 1990 واستطاع الهرب من الكويت بمعاونة عناصر من الحرس الثوري الإيراني, والحقيقة أن "إلياس صعب" ما هو إلا "مصطفى بدر الدين" القيادي في حزب الله والذي قام بتغيير اسمه ليتمكن من تنفيذ تلك العمليات.      وقد نُسِب لـ "بدر الدين" الضلوع في عدة هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية, وعقب غزو العراق في العام 2003 نُسِب إليه الضلوع في هجمات أخرى على أهداف عسكرية أمريكية وبريطانية داخل العراق, كما اتُهِم "بدر الدين" بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري و21 من مرافقيه عبر هجوم بسيارة مفخخة في العام 2005.      وقالت تقارير استخباراتية أنه تم رصد 59 مكالمة هاتفية بين "بدر الدين" و"سليم جميل عيّاش" في الفترة من 1 يناير إلى 14 فبراير من العام 2005, والمعروف أن "عيّاش" متهم بالتنسيق بين أفراد المجموعة التي أقدمت على اغتيال الحريري, كما أن تقارير أخرى ذكرت أن "مصطفى بدر الدين" هو الذي أعطى الأمر النهائي بتنفيذ اغتيال الحريري عقب مكالمة هاتفية جرت للتشاور بينه وبين "عماد مغنية".      وكما حدث في الكويت قام "بدر الدين" بتغيير اسمه إلى "سامي عيسى" وتقديم نفسه على أنه يملك ثلاثة متاجر للمجوهرات مما ساعده على التخطيط للعملية التي استهدفت رفيق الحريري.      وقد أفلت "بدر الدين" من الموت بأعجوبة في يناير من العام 2015 حين شن الطيران الإسرائيلي عدة غارات على مرتفعات الجولان السورية أسفرت عن مقتل ستة عناصر من حزب الله من بينهم نجل "عماد مغنية" ويدعى "جهاد".      والغريب حقاً أن حزب الله اتهم "جماعات سُنِيّة متطرفة" بقتل "مصطفى بدر الدين" عبر قصف صاروخي إلا أن أحدا ً من مسئولي الحزب لم يقم بالكشف عن هوية تلك الجماعات.