كيف تخلد إلى النوم دون الحاجة إلى عقاقير؟
الثلاثاء, 14 يونيو 2016 06:39

تعاني كيرستين شنايدربوير، التي تعمل محللة بيانات غير متفرغة، من اضطراب النوم. ويظل عقلها مشغولاً طيلة ساعات العمل، وعند إعدادها لقوائم البيانات أثناء الليل، عندما تكون مثقلة بالمهمات.

ويحدث لها ذلك أيضا عندما لا تكون تعمل على إنجاز عمل معين، ويساورها القلق بشأن الجهة التي سيأتي منها المشروع القادم، الذي قد يربك وقت راحتها الليلية أيضا. وعندما نصحها أحد الأصدقاء باستشارة مرشد للنوم، قاومت تلك الفكرة، وتقول: "قلت لنفسي: من يحتاج إلى مرشد للنوم؟ سوف أتحدث مع زوجي في هذا الأمر. لكنني أفعل ذلك منذ سنة ونصف". وتعيش شنايدربوير في فينا بالنمسا. وكانت تخشى أن مرشدة النوم التي لجأت إليها لن تفعل شيئاً غير إعطائها قائمة بأمور ينبغي أن تفعلها، وقائمة بأمور ينبغي أن تتجنبها. لكنها اندهشت عندما لم تكن جلسة الإرشاد الأولى مع مرشدة النوم كريستينا ستيفان تدور عن النوم بشكل مباشر، بل عن العمل، والحياة، وعادات النوم في آن واحد. ولم تقل ستيفان لشنايدربوير ماذا تفعل. "كانت تطرح أسئلة، عن عائلتي أيضاً" كما تقول. مشكلتها الرئيسية كانت تتمثل في أنها لا تستطيع التوقف تماماً عن العمل، حيث تضيف: "لم أغلق باب مكتبي أبداً بالمعنى المجازي". بعد خمس جلسات من أصل 10 جلسات، أصبحت شنايدربوير تنام بشكل أفضل. فقد تعلمت أسلوباً يعتمد على التخيل البصري لتهدئة نفسها إذا ما استيقظت أثناء الليل، وغيرت من عاداتها الرئيسية بشكل بات جلياً بعد المحافظة على فترة النوم. وكبداية، بدأت شنايدربوير في ساعات المساء في تسجيل كل ما يتطلبه منها العمل في اليوم التالي بحيث تعرف كيف توزع جهدها، كما كان محظوراً عليها الحديث في ساعات المساء عما يقلقها بخصوص العمل. نصفنا تقريباً لا ينام جيداً. وهناك 45 في المئة من سكان العالم يعانون من مشكلات في النوم تهدد الصحة، وجودة الحياة بشكل عام، طبقاً لما يقوله منظمو "يوم النوم العالمي" في دراسة أجريت عام 2008. والآثار الصحية خطيرة حقاً. ويمكن الربط بين النوم غير الجيد والسمنة لدى الأطفال والعديد من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق والذهان عند البالغين. في المملكة المتحدة وحدها، هناك أكثر من 10 ملايين وصفة طبية لحبوب النوم تكتب كل عام، طبقاً لتقرير للجمعية الملكية لصحة الجمهور. أما في الولايات المتحدة فقد افتتحت أكثر من 2800 عيادة للنوم، وتبلغ عائداتها حوالي 7 مليارات دولار، حسب تقرير مؤسسة الأبحاث العالمية "آي بي آي أس وورلد".