نظامنا الغذائي بين الماضي والمستقبل
الجمعة, 18 نوفمبر 2016 09:05

هل هناك نظام غذائي مثالي؟يزخر التاريخ الإنساني بالعديد من القصص المتعلقة بالولع بالطعام الذي ينبغي أن نتناوله، وذلك الذي ينبغي أن نتجنبه. فما الذي يحمله المستقبل لنا في هذا الإطار؟ "تبدين مذهلة - هل تتبعين حمية 'بانتينغ' الغذائية؟" هكذا كنا نسمع من البعض في فترة الستينيات، حينما كانت هناك حمية غذائية واحدة، تعرف باسم حمية "بانتينغ".

كان قد ابتكر تلك الحمية الإنجليزي ويليام بانتينغ، الذي كان يعمل متعهدا لدفن الموتى وصانعا للنعوش، وكان رجلا بدينا. وكان من الواضح أن بانتينغ في وضع جيد يتيح له مراقبة عواقب الإفراط في تناول الطعام. وقد باتت تلك أول حمية غذائية تتمتع بشعبية كبيرة في ذلك الوقت. وقد دعا بانتينغ إلى خفض استهلاك الكربوهيدرات النشوية والسكرية، وإلى أكل كمية محدودة من اللحوم يوميا، تبلغ ست أواقٍ فقط - فيما عدا لحم الخنزير الذي كان يعتقد أنه يحتوي على الكربوهيدرات- وشرب كأسين أو ثلاثة من النبيذ الفرنسي الأحمر. ومنذ زمن بانتينغ، ارتفع عدد الحميات الغذائية التي لاقت رواجا بسرعة كبيرة. وكان هناك عدد كبير من الأطعمة العجيبة والحيل لإنقاص الوزن، وحلول المكون الغذائي الواحد، ولكن كم من هذه الحميات غيرت فعلا الطريقة التي نتناول بها الطعام؟ لماذا تتغير التوصيات دوما بما هو "جيد" وما هو "سيء" من الطعام؟ إنه أمر أساسي في طبيعة العلوم أن لا يوجد شيء "ثابت" إطلاقا، والشيء نفسه ينطبق على العلوم الغذائية. فما يعتبر شريرا وسيئا لنا في عام ما، يمكن أن يتبدل وضعه في العام التالي مع ظهور أبحاث جديدة، وفهم جديد. هل تذكر عندما كان البيض يعتبر حمية غذائية قال عنها البعض إنها "من عمل الشيطان"، بسبب ما يحتوي عليه من الكولسترول؟ ثم في عام 1995، أظهرت دراسة أنه حتى تناول بيضتين يوميا لم يكن له أي آثار سلبية على فرص الإصابة بأمراض القلب. فالبيض أيضا يحتوي على الكثير من العناصر الجيدة مثل البروتين والفيتامينات، والمعادن، لذا فهو الآن عاد إلى قائمة الطعام المفضل إلى حد كبير. والزبدة أيضا أوصي بشدة بالابتعاد عنها في ثمانينيات القرن الماضي بسبب الخوف من الكولسترول والدهون المشبعة، وتراجعت شعبيتها لصالح السمن النباتي.