بريطانيون لا يرغبون في العودة إلى وطنهم
الخميس, 08 ديسمبر 2016 21:31

المغتربون الذين لا يرغبون في العودة إلى وطنهمماذا يحدث إذا كنت تعيش خارج وطنك في وقت يصوّت فيه مواطنوك على أعظم الأمور التي ستقلب أوضاع البلد لعقود من الزمن؟ بعد تصويت المملكة المتحدة على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، يعيد الكثير من البريطانيين المغتربين النظر في خططهم للعودة إلى الوطن.

بعد الإقامة لأربع سنوات في ستوكهولم، أصيب جيسن نايت بالملل من ساعات الظلمة الطويلة وفصول الشتاء في دول الشمال الأوروبي المتجمدة. كان نايت قد قطع علاقته بحبيبته ويتوق بشدة لرؤية عائلته وكان يدرس مسألة العودة إلى المملكة المتحدة. ولكن بعد تصويت أبناء بلده بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي، قرر البقاء في السويد. يقول نايت، وهو مساعد مدرس يبلغ 37 عاماً من مدينة برايتون بجنوب انجلترا. "أصبت بخيبة أمل شديدة لنتيجة التصويت وراودتني مشاعر قوية بأن العيش بعيداً عن بلدي والتمتع بالمنافع الحالية، باعتباري مواطناً من دول الاتحاد الأوروبي، هي امتيازات حقيقية ينبغي عليّ الاستفادة منها قدر الإمكان". وأشار نايت إلى أنه شعر بأن كثيرين قرروا الانسحاب من أوروبا دون تجربة العيش فيها حقاً، مضيفا: "هذا التصرف أغضبني وقلل من رغبتي في العودة إلى الوطن، في وقت كانت لديّ وظيفة ومستوى جيد من المعيشة هنا في السويد." جاء تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي بمثابة صدمة للكثيرين في المملكة المتحدة وفي بقاع المعمورة، حتى إن البعض في بريطانيا بدأوا يبحثون بسرعة عن استراتيجية للخروج. وبعد الاستفتاء، ازدادت بشكل جنوني زيارة المواقع الالكترونية الخاصة بالهجرة إلى كندا ونيوزيلندا - كما كانت الحال في أعقاب الفوز غير المتوقع لدونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. غير أن المغتربين البريطانيين، المقيمين فعلاً في بعض البلدان، شعروا بالقلق أكثر تجاه إقاماتهم الحالية. ويعيش أكثر من 1.2 مليون بريطاني في الوقت الراهن في دول الاتحاد الأوروبي ويتفق الخبراء القانونيون على أنه من غير المرجح ترحيلهم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.