هل السعودية على أعتاب التغيير؟
الاثنين, 13 فبراير 2017 20:22

تحظر السعودية على المرأة قيادة السياراتعندما يسأل المرء عن التغيير في السعودية سرعان ما يحصل على إجابة تشير دوما إلى أن هذا التغيير قادم بطريقته وفي وقته. تعد هذه طريقة إجابة للتصريح بأنه سيستغرق وقتا طويلا، أو ربما لن يأتي مطلقا. لكن تروج أحاديث في السعودية حاليا بشأن اتخاذ تدابير تغيير خلال أشهر. وقد أخبرتني سيدة أعمال سعودية ناجحة في العاصمة الرياض أنها راهنت زميلا لها على أن حظر قيادة السيارات المفروض على المرأة سيلغى خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، فقال لها :" إن ذلك سيحدث خلال النصف الثاني من العام".

وأضافت :"لكنني أعتقد الآن أنه سيحدث في أوائل العام المقبل، وسيطبق فقط على السيدات اللاتي تجاوزن 40 عاما". ويمكن سماع الناس وهم يناقشون هذا الموضوع في العاصمة السعودية الرياض، حتى أن بعضهم يقول إن الشابات سيسمح لهن بقيادة السيارة بعد فترة ليست طويلة جدا. وما زالت وتيرة التغيير في جميع الجبهات بطيئة وحذرة في جو تمارس فيه السلطات الدينية المغالية في التحفظ تأثيرا كبيرا، في الوقت الذي يرغب فيه العديد من السعوديين الإبقاء على طرقهم القديمة في الحياة.وثمة خطوات متسارعة تُفرض فرضا على الحكام السعوديين والمجتمع من أجل تغيير جذري في مستقبل البلد الذي يعد أكبر منتج للنفط في العالم.

وأدى انهيار الأسعار العالمية للذهب الأسود الذي تنتجه السعودية إلى تراجع الإيرادات إلى النصف قبل بضع سنوات، الأمر الذي يشكل حاليا خيارا صعبا مع ضرورة اتخاذ خطوات تغيير في العديد من جوانب الحياة هنا. وقال جون سفاكيانكيس، من مركز بحوث الخليج: "كان ذلك هو المحرك الوحيد على مدار عقود"، في إشارة منه إلى أن البلد يعتمد على النفط والغاز للحصول على 90 في المئة من دخله. وأضاف :"الآن يحتاج البلد إلى محركات أخرى". وكانت البلاد قد كشفت عن تنفيذ خطة كبيرة جديدة بعنوان "رؤية 2030" وسط جدل كبير العام الماضي. وقد وضع الخطة الطموحة محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، البالغ من العمر 31 عاما بالتعاون مع فريق من كبار المستشارين الأجانب الذين يتقاضون أجورا مرتفعة.ويعرف ولي ولي العهد والمحيطون به أن آبار النفط ستنفد يوما ما، ولكن قبل وقوع هذا السيناريو سيكون معظم الناس معتمدين على السيارات بالأساس.

وقال خالد الفالح، وزير النفط السعودي :"من الضروري جدا تطبيق خطة رؤية 2030 وتحقيق أهدافنا". حتى الفالح، الذي كان مديرا تنفيذيا سابقا في شركة أرامكو، أكبر شركات النفط السعودية، تغير لقبه الوظيفي وأصبح يعرف بوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية. ويشير الصحفي والكاتب السعودي خالد المعينا إلى بداية ظهور محاسبة جديدة، إذ يقول إن "الجميع سيسيرون في الطريق، بما فيهم الوزراء البيروقراطيون وغيرهم، بمنتهى الدقة والحرص". وأضاف أن أولئك المسؤولين لابد أن يكونوا "مثالا يحتذى به". وستتقلص الرواتب والمزايا السخية التي تتمتع بها الوظائف الحكومية. ومن المتوقع أن يكون القطاع الخاص أحد أكبر المحركات للنمو. وإن كان ليس سريعا حتى الآن.