أحمد الداه السالم يكتب: مهرجان بتلميت الثقافي.. وضياع الفرصة التاريخية
الثلاثاء, 09 يناير 2018 13:28

نتيجة بحث الصور عن أحمد الداه السالملم ولن يستطيع أي أحد أن يشكك في انتماء القائمين على مهرجان بتلميت الثقافي للوطن عموما ولبتلميت خصوصا لا جينالوجيا ولا ثقافيا، ولا في كونهم جميعا بمثابة مشاعل مضيئة في عالمنا الثقافي، لن تطفأ ولن تخمد وستظل دعامة في صنع الأحداث الثقافية، وهو أمر نعتز به من قاصينا لدانينا. لقد غمرت الفرحة كل مسكون بحب هذه المدينة عندما طالعتنا الأخبار بإنشاء جمعية بتلميت لإحياء التراث، ولما تمثله لنا من رابطة آخية تعبر عن تشبثنا بأصالتنا وقيمنا التراثية والتاريخية.

واكتمل عرس فرحتنا بإعلان تنظيم المهرجان وتنفسنا الصعداء لهذه المحطة التاريخية المهمة ولما تحمله لنا من قيم معنوية، ولم نعر أي اهتمام للتجاذبات التي استجدت على خارطة طريق المهرجان، لأن أي مشروع بنائي يصاحب دائماً بتأثيرات جانبية. كنت شخصيا من أول المتحمسين المفتونين بالحدث، وبدأ الاتصال بيني وبين أعضاء الجمعية ضمن البعض من شباب المدينة المهتمين بالشأن الثقافي، وقدمت مقترحا شاملا لكل المنطلقات التاريخية والأثرية لمهرجان ثقافي يسلط الضوء على بتلميت، ورغم أني فوجئت بطريقة التعامل التي قوبل بها المقترح وعرض المشاركة التي ختمت بختم المنع، فقد تقبلت الأمر برحابة صدر انطلاقا من مبدإ احترام الآخر وإفساح المجال لمن يريد أن يعمل، واحتراما للحرية التي لم أتوفر منها إلا على حرية مغادرة المشاركة في المهرجان، وكنت موقنا حينها أن إخوتي يتفهمون وجود حقائق صلبة وعقبات مستعصية لا تواجه إلا بالانفتاح العميق والحوار والديبلومسية غير السيئة، مما يمثل حتما صماما لتماسك ونجاعة آلية تنفيذه والاستعانة بفاعليه المباشرين، وسبيلا إلى توسيع دائرة التعاطي معه وتقبله. اليوم وقد طوى المهرجان نسخته الأولى بنجاح ورغم أنني لم أشرك فيه لا برأي ولا حتى بدعوة ولو كرئيس مصلحة الشؤون الثقافية في بلدية المدينة ولا كشاعر شعبي وفصيح، ورغم أن سلبياته وإيجابياته ليست محسوبة لي أو علي، فإنني أقول كلمة لم تكن هي الأولى ولن تكون هي الأخيرة بحول الله: – لقد تم استخدام ازدواجية غير منصفة وغير نزيهة في الطريقة التي تم بها حشد الدعم من خلال إقصاء بعض الأعضاء المؤسسين(انسحاب الأمين العام) قيل حينها إن سببها ذريعة تحييد المهرجان عن السياسة، لكن الوقائع والواقع كذبا هذا الزعم، فقد تم انتقاء فاعلين معينين واستبعاد فاعلين وتيارات أخرى و لأسباب اتضح فيما بعد أنها سياسة محضة، مما أدى إلى فوضى عارمة تمثلت في اعتذار أسماء كبيرة عن مشاركتها بعد ذكر أسمائها في برنامج المهرجان. – استخدمت منصة الإشراف لادعاء فرضية المؤامرة ولاتهام بعض أطر المدينة وفاعليها وأبنائها بتهمة التقاعس وممارسة الضغوط، مما فهم في إطار التقريع والتلويح بالتهديد في حال عدم المشاركة، كما تم استخدام الكلمات النابية في حق السلطات بشكل لافت ومثير كـ”أبلغوا وزير السخافة أن مشكلته ليست معي شخصيا.. مشكلته مع مستواه المعرفي”، أو “غير اللائقة” التي وصفت بها الشرطة تعريضا: “ولو بشرطي واحد مع استعدادنا لدفع ما يترتب على ذلك ماليا”، أو “غير المحترمة” التي وصف بها حاكم المقاطعة “الحاكم اعتذاره عن الحضور مبررا ذلك بأعذار تثير الشفقة”، وهي خاتمة سيئة صدرت -وللأسف – من قدوة وأستاذ وأيقونة لهذا الوطن وابنا لمدينتين عريقتين تفاخران باسمه أصقاع الدنيا، لم نتوقع يوما أن يدفعه أي دافع مهما كانت قوته أو تحريضه أو استغلاله إلى النزول من قمة القدوة المثقف إلى حضيض التراشق وتصفية الحسابات، لكن من أدخل عنوة في معترك التجاذبات بين فاعلي هذه المدينة وتناطحاتهم ليجعل منه ترسا وحصان طروادة يتوقع منه ذلك. فأبلغوهم وباسمنا جميعا بأنهم لم ينجحوا في ذلك لأن أهل مكة أدرى بشعابها وهذه ليست مبادئ الشيخ بن معاذ لأن للضفادع رائحة المستنقعات حتى لو ألقيت في العطور وللنسور هيبتها حتى ولو ألقيت في الأقفاص؛ أبلغوهم أن السلطات لو أرادت منع المهرجان أو مضايقته أو الضغط عليه لما تطلب الأمر ثواني معدودة؛ أبلغوهم أن مسؤوليتها عن أمن مواطنيها سواء كانوا أفرادا أو (آلافا) لا تتعلق بشكل حضورها فقد كانت حاضرة ولو تمت محاولة الإخلال به لتبين لهم هل كانت حاضرة أم لا؛ أبلغوهم أن الموريتانية نقلت وقائع من المهرجان ثلاث مرات ولم تنقل من مهرجان العلك سوى خبر واحد؛ وأبلغوا الإخوة الأعزة في الجمعية أن الود لن يفسد أبدا مهما اختلفنا في شكل المهرجان و تقنيته ونجاحه في تمثيلنا جميعا ومهما ختموا على مساعينا للتعاون الودي بأختام المنع. أحمد الداه السالم