رأي حر : اين الاتجاه, ومن اين المخرج؟! يا فخامة الرئيس

ثلاثاء, 26/03/2024 - 07:56

بسم الله الرحمن الرحيم 
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ۝ صدق الله العظيم 
يبدو ان استغلال المنصب ونفوذ الموقع  ينمو في الوطن يحوم به ويحط عليه كطائر اسود، وغمامة قد لا تنقضي،
و هذه المرة ليس مجرد غمامة عادية لانھا  تضُمُ الجميع.
ففي وطني نستحي من نشر المحبة ونجاهر بالكراهيه نعتبر الإحتيال شطارة والأمانه تفاهة.
في وطني يمكنك ان تجعل وزارتك وزارة اسرة او قبيلة بلا استحياء.
يمكنك ان تتحول بين ليلة وضحاھا من وزير الي  وزير وتاجر وصمصار 
في وطني يمكنك ان توظف قبيلتك في مؤسسة تديرھا بكل وقاحة  وان تبرم الصفقات الخيالية دون ضمير .
يمكنك ان تجعل اخاك مورد للمؤسسة التي تديرها بلا حياء .
في وطني يمكنك ان تتمتع بخدمة الماء والكهرباء بكل أريحية مقابل 200 اوقية تذهب الي جيب مفسد.
 وان تھان وتحرم من خدمات الكهرباء والماء حين تحاول ان تكون مواطن يدفع ما عليه.
في وطني يمكنك ان تحصل علي وثائق مدنية لأطفالك بكل سھولة مقابل 50 اوقية ودون تعب.
 ويمكنك ان تظل أياما في طوابير الذل والإذلال حين تكون مواطن تطلب وثائقك حسب الإجراءات القانونية.
في وطني يمكنك ان تتحول من ظالم متعدي  أمام الشرطة الي مظلوم يحميك القانون بمبلغ 500 مئة أوقية 
في وطني يمكنك ان تفصل من عملك بجرة قلم وتتھم بأبشع التھم دون سبب قانوني
في وطني يمكنك ان تغلق نصف الطريق ببضائع دكانك دون خوف من عقاب 
يمكنك ان توقف سيارتك  علي الطريق العام وتتبادل الحديث مع الأصدقاء.
 يمكنك ان تفتح مجزرة او اي مشروع في مكان عام ودون خوف لأن القانون في بلدي اصبح  وسيلة جمع وليس ادات ردع.
في وطني الوزارات للقبائل .
المؤسسات للأسر .
المصالح للأشخاص.
في وطني يمكنك ان تنشر صورة مشويهة لبلدك وتجعله في اعين الناس بلد ھش وفقير و محتاج وليس فيه سوي اكواخ و متسولين لمجرد انك تتقمص رداء الإنفاق و تنشرها علي القنوات الفضائية لان من يجب عليه ان يراقب ما يبث عن وطني عبر القنوات الفضائية لا يفهم من اجل ماذا تم توظيفه وھمه الوحيد ھو نھب ما تحت يده  و ليس هناك من يسأل عن ما يبث ضد واجهة الوطن .
في وطني يمكنك ان تجد نفسك وقت الإفطار بين أولادك تشاھد مشھدا وقحا وغير اخلاقي عبر قناة وطنية .
في وطني يمكن لنائب انتخبه الشعب ان يطعن في وجود الدولة و القانون بكل وقاحة.
القانون الذي منحه صفة برلماني  جھارا وان يسب من شاء ويقدح في الوطن ويصفه  بأبشع الأوصاف من اجل دريھمات من الخأرج او للفت الأنظار .
في وطني يمكن ان تصلك فديوھات عبر ھاتفك من نائب جاھل يقدح في الأشخاص والقبائل والأعراق وحتي في الدين بكل وقاحة وجھل .
في وطني يمكنك ان تكون جاھل وأمي 
لاكن برلماني أو رئيس منظمة او صحفي 
في وطني كل شيء مباح في تسيير الممتلكات العمومية 
في وطني الموالاة صماء لا تنتقد والمعارضة عمياء لا تثمن 
في وطني تصمت كل الحقوق ،،
وتصرخ كل النزوات ،،نزوات الفساد والنھب و المحسوبية و النعرات الطائفية  ،،،
قتلوا التراب وقد أصرّوا
فرؤوسهم ملئت بعقم الوهم في فرح أضرّوا
ونفوسهم من كل شيطان أشرُّ
يا ناقش الحرف انتظر
انقش حروفي ها هنا
فلعل قارئ أحرفي يوما يمرّ
لا شيء في بلدي يسرُّ
لا شيء في شعبي يسرُّ
لا شيء
غير أن بأرضنا يا قارئ الأيام سِرُّ
وكما قال محمود_درويش
في وطني يموت من لا يستحق الموت، على يد من لا يستحق الحياة
في وطني حرقة  ،،
و ألم ،،
متى ستنتهي؟؟؟
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس  يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة, أن ينزل بي غضبك، أو يحل بي سخطك، لك العتبى  حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.
بقلم شيخنا سيد محمد