الاستطلاع - كتب الأخ الفاضل عبد الرحمن النحوي على صفحته:
مررتُ الليلَة قربَ ملتقى طرُق موريسانتر فرأيت الشَّيخ العالمَ العارفَ بقيَّة السلف الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا حفظَه اللَّـه معَ سائقهِ أمام مصحةٍ قريبَة، فقدمتُ عليه في سيارته فاستوقفتُ سائقَه فوقَف، فسلَّمت عليه وقلتُ معكم ابنكم فلان بن فلان فأثنَى خيراً، وقالَ من والدك: قلتُ الشَّيخ محمد الحَافظ، وبينَهمَا سابق صحبَة ومحبة، فأثنَى، وَقَال لعلكَ الذي تكتب هذه الأيام في الذب عن أولياءِ اللَّـه، قلتُ اللهمَّ نعَم، قالَ: وخيرت… كررهَا مرات كثيرَة لا أحصيهَا، وبشّ بشاشَة عظيمَة، وأثنَى خيراً، وقالَ: قرأتُ ردودَك وأعجبت بهَا غايةَ الإعجَاب، واللَّـه سينفعُك بذلكَ نفعاً عظيما، ضماناً لا يتخلفُ.
ثمَّ قالَ: إنَّ من يقَع في الأولياءِ يظنُّ أنه على هدى، وهيهات ما واللَّـه الوقوع في أولياء اللَّـه هدَى، وإنه ليقصدُ من كلامهم ما لا يفهمه فيحملهُ على ظاهره فيتحَامل عليهِم فيهلك ويُهلك.
ثمَّ قالَ: ائتني في وقتٍ متَّسع وأكثر من زيارتِي، وأظهرَ حفاوةً عظيمَة، متع اللَّـه به الأمة وأدامَ به النَّفع.
كانَ وقتاً قصيراً، لكنني أحسست فيهِ بوقار العلمَاء الأولياء، وأدركتُ فيهِ بركَة ذلك البيت المبَارك الذي قضَى اللَّـه أن يبقَى منارةً من منارات الأولياء وركناً من أركَان الأصفياء.
تأبى دوحَة آل الشيخ سيديا - ما تعاقبَ الملوان وتقلبت الأزمَان - إلا أن تكونَ كما قالَ السموأل:
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ == قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ وما قالَ العلامَة محمَّد - الرَّاجل - النحوي في مدحِ الشيخ عبد اللَّـه بن الشَّيخ سيديا:
أنتم نجومُ الحي أقطابُ الورَى == في كل مكرمَة وكل نزَال
حفظَ اللَّـه الشيخ الفخَامة ووقاه ورقَّاه، ورضيَ عن دوحتهِ المبَاركة، ودامَت دوحة آل الشيخ سيديَا لواءً للتصوف بقادريته وشاذليته وتجَانيته وغيرها من طرقِ أهل اللَّـه قائمةً مقامَ وحدة السادَة الصوفية حفظهم اللَّـه.