الاستطلاع - يبدو الشيخ سيد الخير بن الشيخ بونن، غير مكترث بوجود خلاف حول من يتولى منصب الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب أفريقيا. لكونه “حسم الأمر بحصوله على بيعة أصحاب الشأن في النمجاط”.
وبينما يواصل جولة روحية دعوية في السنغال، تحدث الشيخ سيد الخير لموقع “تحديث” عن قواعد اختيار الخليفة في النمجاط، وولاء المريدين اليوم، وعن الدعوة في أفريقيا، والزهد في الدنيا.
وتناول الحوار قضايا عديدة بينها الصوفية الحقة، والسلوكيات المنافية للشرع والبعيدة عن إرث السلف الصالح من آل الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل، والخوض في السياسة، والخلافات “الضيقة” في الأسرة السعدية. وختم بكلمة وجهها للموريتانيين والمسلمين بشكل عام.
وعن الجولة التي يجريها حاليا في السنغال،
قال الشيخ سيد الخير “هذه الجولة التي أسسها شيخنا ووالدنا الشيخ سعد أبيه رضوان الله عليه سنة 1872ميلادية، هي جولة دعوية دينية محضة”.
وأوضح أن هذه الجولة المتواصلة منذ تأسيسها “دخلت بها كلمة التوحيد بيوتا ومدنا وبلدانا كثيرة ورفعت بها مآذن في بلاد عديدة.
“وشيدت بها مساجد ومحاظر في كثير من البلدان الإفريقية. وأُقيمت بها ندوات علمية وحِلق ذكر فى كثير من البادان”.
ولفت إلى أن نجاح هذا النشاط الدعوي يتجلى للعيان في مشاهدة تقاطر وتوافد أتباع هذه الدعوة المباركة في كل موسم من مواسم انشطتها الدعوية. سواء في رحلتها السنوية في السنغال أو في موسمها السنوي في موريتانيا.
وأوضح الشيخ أن جولته الدعوية الروحية في السنغال انطلقت في 25 أكتوبر. وستتواصل حتى 25 يناير المقبل. على أن تشمل كل المدن الكبيرة وعددا كبيرا من القرى والبلدات.
لكنه نبه إلى أن بعض المدن مثل العاصمة دكار وسينلوي تحتل زخما كبيرا في جولته. وذلك نظرا لأنها أماكن حضرات كبار مسادير الشيخ سعد أبيه الذين ينشرون الدعوة الإسلامية والتصوف الصحيح الخالص من الشوائب .
وقد تناول الحوار أيضا مدى تأثر المريدين في السنغال بالخلاف في موريتانيا حول من يشغل منصب الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب افريقيا.
وفي هذا الصدد، أكد الشيخ سيد الخير أحقيته بالمنصب. وقال إنه في الحضرة الصوفية السعدية يتم الأمر عن طريق مبايعة للخليفة الذى يخلف الشيخ المتوفى، وتكون البيعة أحيانا بالأجماع وأحيانا أخرى بالأكثرية.
“بعد البيعة يم التنصيب الرسمي للخليفة المبايَعِ بلبسه لعمامة شيخنا الشيخ سعد أبيه. وهي عمامة واحدة لا تتجزأ ولا تتشكل ولا تستنسخ. باقية على أصلها وهيأتها التي كانت بها على رأس شيخنا الشيخ سعد أبيه، وقبله على رأس والده الشيخ محمد فاضل”.
وإلى جانب العمامة، قال الشيخ سيد الخير إنه يحوز بقية رموز ومقتنيات الخلافة من كتب وعصى وغير ذلك. “وعلى هذا الأساس يكون ولاء جميع المريدين والتلاميذ لصاحب تلك العمامة”.
وقد شدد الشيخ سيد الخير على أن الأعراف والقواعد مستمرة على “منح المريدين ولاءهم لصاحب العمامة من عهد الشيخ سعد أبيه إلى اليوم. ولا يتأثرون بالخلافات الخاصة والضيقة في أسرة الخلافة”.
ومع جزم الشيخ بحسم منصب الخليفة لصالحه، فإنه لفت إلى أن كل فرد من عائلة الشيخ سعد أبيه له خصوصية وتقدير بين المريدين. “دون أن يؤثر ذلك في ولائهم المطلق والثابت لصاحب العمامة”.
وقد بين صاحب العمامة والعصا أن قواعد اختيار الخليفة استقرت لفترة من الزمن على مبدأ الشورى، أسوة بطريقة اختيار الخليفة في التاريخ الإسلامي.
لكن هذه القاعدة شهدت استثناءات “فبويع فيها من هو الأكبر مرة وتنازل فيها الأكبر للأصغر مرة، وبويع فيها الأخ بعد أخيه مرة” .
“وخضعت بعد ذالك فترة من الزمن للأسن من أسرة الشيخ الطالب بوي بن شيخنا الشيخ سعد أبيه إلى آخر أبنائه الشيخ آياه رحمة الله عليهم جميعا”.
وقال الشيخ سيد الخير إن هذا المنصب آل إليه بعد رحيل الشيخ آياه، مؤكدا أنه بويع من طرف أكثرية الأسرة، وأنه يحوز عمامة الشيخ سعد أبيه، وباقي مميزات الخلافة ومقتنياتها.
وحول السلوكيات والقيم التي ينبغي على الأسر الصوفية التمسك بها،
قال الشيخ سيد الخير إن ذلك محدد بقوله صلى الله عليه وسلم ” تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ”
وأضاف: “هذا الحديث يحدد تماما ما ينبغي التمسك به في حضرتنا الصوفية. لا نزيد عليه ولا ننقص”.
وشدد على أهمية أن يتجسد هدي القرآن في سلوكيات وتصرفات الأسر الصوفية اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان خلقه القرآن”.
وأكد الشيخ سيد الخير على أهمية المحافظة على المهمة التي خلق الله لأجلها الإنس والجن وهي العبادة، وذلك بالتفرغ لها كليا بإخلاص وامتثال وإتقان”.
وامتد الحديث مع الشيخ سيد الخير ليغطي مجالات مختلفة مثل:
الانشغال بالسياسة وانخراط بعض الأسر الصوفية في المخالفات الشرعية.
وفي هذا الجانب، حرص الشيخ المتوج بالعمامة السعدية على تعريف التصوف بأنه هو: مقام الإحسان الوارد في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
وتحدث عن هذين المقامين بالقول إنهما يشغلان عما سواهما “في حضرتنا الصوفية وكل الحضرات الصوفية السنية”:
فالمقام الأول (كأنك تراه) هو مقام المشاهدة. “وصاحب هذا المقام لا يلتفت قطعا إلى ما سوى الله لأن من شاهد عظمة الله وكبرياءه وملوكته في السموات والأرض ولطفه ووعده للمقبلين عليه وبطشه بالمدبرين عنه، لا يمكن أن يلتفت إلى أي شاغل عن ربه جل جلاله. إما خوفا: وقد أدرك خطر المعصية والمخالفة. وإما طمعا، وقد تيقن من عظمة الجزاء وصدق حصوله”.
أما المقام الثاني (فإنه يراك)، فهو مقام المراقبة، وهو أشد وأعظم لمن يعلم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وتابع في تناول مقامي الإحسان، بالقول إنه يترتب على الأول “الخشوع والخضوع والاستحضار والتصور (كأنك تراه) وهذ لا يقع غالبا من أكثر الناس” .
وأما مقام المراقبة فلابد من استحضاره. إما خوفا أو طمعا، لأنك تتعامل مع من لا تغيب عنه لحظة واحدة.
ثم إن “كِلا المقامين لا يترك للمشتغل بالتصوف في نظرنا وقتا لممارسة أي عمل آخر لأنه إما يرى وإما يُرى فهو دائما في حضرة ربه جل جلاله”.
وقد بين صاحب العمامة والعصا أن قواعد اختيار الخليفة استقرت لفترة من الزمن على مبدأ الشورى، أسوة بطريقة اختيار الخليفة في التاريخ الإسلامي.
لكن هذه القاعدة شهدت استثناءات “فبويع فيها من هو الأكبر مرة وتنازل فيها الأكبر للأصغر مرة، وبويع فيها الأخ بعد أخيه مرة” .
“وخضعت بعد ذالك فترة من الزمن للأسن من أسرة الشيخ الطالب بوي بن شيخنا الشيخ سعد أبيه إلى آخر أبنائه الشيخ آياه رحمة الله عليهم جميعا”.
وقال الشيخ سيد الخير إن هذا المنصب آل إليه بعد رحيل الشيخ آياه، مؤكدا أنه بويع من طرف أكثرية الأسرة، وأنه يحوز عمامة الشيخ سعد أبيه، وباقي مميزات الخلافة ومقتنياتها.
وحول السلوكيات والقيم التي ينبغي على الأسر الصوفية التمسك بها،
قال الشيخ سيد الخير إن ذلك محدد بقوله صلى الله عليه وسلم ” تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ”
وأضاف: “هذا الحديث يحدد تماما ما ينبغي التمسك به في حضرتنا الصوفية. لا نزيد عليه ولا ننقص”.
وشدد على أهمية أن يتجسد هدي القرآن في سلوكيات وتصرفات الأسر الصوفية اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان خلقه القرآن”.
وأكد الشيخ سيد الخير على أهمية المحافظة على المهمة التي خلق الله لأجلها الإنس والجن وهي العبادة، وذلك بالتفرغ لها كليا بإخلاص وامتثال وإتقان”.
وامتد الحديث مع الشيخ سيد الخير ليغطي مجالات مختلفة مثل:
الانشغال بالسياسة وانخراط بعض الأسر الصوفية في المخالفات الشرعية.
وفي هذا الجانب، حرص الشيخ المتوج بالعمامة السعدية على تعريف التصوف بأنه هو: مقام الإحسان الوارد في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
وتحدث عن هذين المقامين بالقول إنهما يشغلان عما سواهما “في حضرتنا الصوفية وكل الحضرات الصوفية السنية”:
فالمقام الأول (كأنك تراه) هو مقام المشاهدة. “وصاحب هذا المقام لا يلتفت قطعا إلى ما سوى الله لأن من شاهد عظمة الله وكبرياءه وملوكته في السموات والأرض ولطفه ووعده للمقبلين عليه وبطشه بالمدبرين عنه، لا يمكن أن يلتفت إلى أي شاغل عن ربه جل جلاله. إما خوفا: وقد أدرك خطر المعصية والمخالفة. وإما طمعا، وقد تيقن من عظمة الجزاء وصدق حصوله”.
أما المقام الثاني (فإنه يراك)، فهو مقام المراقبة، وهو أشد وأعظم لمن يعلم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وتابع في تناول مقامي الإحسان، بالقول إنه يترتب على الأول “الخشوع والخضوع والاستحضار والتصور (كأنك تراه) وهذ لا يقع غالبا من أكثر الناس” .
وأما مقام المراقبة فلابد من استحضاره. إما خوفا أو طمعا، لأنك تتعامل مع من لا تغيب عنه لحظة واحدة.
ثم إن “كِلا المقامين لا يترك للمشتغل بالتصوف في نظرنا وقتا لممارسة أي عمل آخر لأنه إما يرى وإما يُرى فهو دائما في حضرة ربه جل جلاله”.
وأما السياسة فنصيبنا منها:
هو ما شرع الله لنا، وطلب منا أن لا ننازع الأمر أهله وأن نطيع من تولى علينا ما أطاع اللهَ فينا، وأن لا نسعى فيما يفسد في الأرض ويهلك الناس”.
وشدد حفيد الشيخ سعد أبيه على الخضوع لأحكام الشرع، قائلا: لا نجد في نفوسنا حرجا مما قضى الله ورسوله، فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه.. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام”..
ولفت الشيخ سيد الخير إلى أن أهمية الزهد في المال وملذات الدنيا، انطلاقا من قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الناسُ إِنَّ وَعْدَ اللّه حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِالله الْغَرُور”.
وبينما يواصل جولته في مدن السنغال، حرص الشيخ على التأكيد على أنه لا يبغي بديلا بالنمجاط انطلاقا من كونه خليفة حضرة الشيخ سعيد أبيه، وليس صاحب حضرة صوفية خاصة.
وقال:
“أنا خليفة لخلافة عامة أصلها ثابت وفرعها في السماء ومقرها الروحي والجسدي والمعنوي والصوفي والاجتماعي في النمجاط . وسأظل في النمجاط مادام فيّ رمق من الحياة إن شاء الله”.
وعبر موقع “تحديث” وجه الشيخ سيد الخير كلمة للموريتانيين والمسلمين عموما قال فيها:
“نحن أمة أعزنا الله بالإسلام وأوصانا بالتقوى واصطفانا من الأمم باصطفاء رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقد رسم لنا طريقنا إلى ربنا. فلا زيادة ولا تبديل ولا تغيير لما ترك فينا ولنا من الإسلام”.
ليضيف: “إذا أردنا العزة بغير الإسلام أذلنا الله وإذا أردنا الفوز في الدارين بغير التقوى ابتلانا الله بالخسران. وإذا أردنا الوصول إلى الله بمخالفة شرع نبينا وسيدنا صلى الله عليه وسلم أضلنا الله وأهلكنا على الضلالة”.
مستحضرا في هذا الجانب قوله تعالى “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ”.
وختم بالقول:
طريقنا واحد، هو اتباع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عاضين عليها بالنواجذ إن شاء الله، ونجاتنا واحدة هي التمسك بوصية الله للأولين والآخرين، وهي التقوى.
وحاصل ُ التقوى اجتناب امتثال* في ظاهر وباطن بذا تنال
ولا زيادة في الدين بعد:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))