
الاستطلاع - على مدار ستة سنوات متواصلة، هي أمد حرب الصراعات العبثية التي أشعلتها مراكز القوة في النظام،
والتي ادخلت البلاد في أزمة اقتصادية وسياسية معمقة، بين القوى و الجماعات المختلفة التي تسعى لضمان مكانتها وسلطتها في مراث الحكم .
سيطر "الفساد" والنهب على البلاد ، حتى كون قادة هذه المراكز ثروات مالية طائلة، من أموال هذا الشعب الفقير واصبحت هذه القوي اليوم تستعد لحكم البلاد بحكم قانون الخلافة و الوصاية في وقتٍ يعاني فيه الشعب من ويلات الفقر وانعدام الأمن وتفكك بنيته الاجتماعية في أسوء فترة مرت علي البلاد .
كانت بداية هذه الصراعات العبثية ليلة اجتماع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز باللجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وإصداره لبيان مستفز،
مما وضع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني آنذاك في ساحة معركة مع من سلمه مقاليد الحكم في البلاد بحكم الوصاية عليها .
الرجل تسلم مقاليد السلطة وهو قادم من المؤسسة العسكرية والكثير من خبث السياسية لايدركه ولم يكن قد تسلم زمام الامور والسيطرة الكاملة علي الساحة السياسية و القيادات العسكرية آنذاك .مما جعله يدخل المعركة بكل ثقله.
وبرغم ان معركة الحزب انتهت لصالحه ، بعد تحركات سريع قادتها شخصيات مقربة منه واتصالات شخصية قام هو بها مع قيادات سياسية جعلت اللجنة تسيير الحزب تعتذر عن اجتماعها بالرئيس السابق واعتبرت ولد الغزواني مرجعية الحزب الوحيدة. و انحياز معظم نواب الحزب في البرلمان و هياكل الحزب وممثليه داخل البلاد إليه بموجب صكوك بيضاء ووعود منحت لهم علي وجه السرعة علي حساب غريمه ولد عبد العزيز الطامح إلى العودة بعد مغادرته للحكم
الي ان تلك المعركة لم تكن هي المعركة الأساسية في هذه الصراعات العبثية بين الرئيس الحالي والسابق، فحلبة الصراع الحقيقية كانت القوات المسلّحة التي يُعتبر ولاؤها ضمانة لا غنى عنها في حُكم موريتانيا
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قادم من القيادة العامة لأركان الجيوش ولديه سمعة حسنة بين قيادات الجيش وعرف بوفائه بالتزاماته
و الرئيس السابق يتمتع بعلاقات وطيدة مع قيادات الجيش العليا
ولديه نفوذ علي قوات تجمع الأمن الرئاسي التي أوصلته للسلطة عام 2008، وبها احتمى طيلة عشر ،سنوات ومازالت علي التشكيلة التي تركها عليها آنذاك، .
و تضم كتيبة الأمن الرئاسي بتشكيلتها آنذاك ضباطًا موالين للرئيس السابق اختارهم بناء على ولائهم الشخصي له.
و قد عمد في فترة حكمه إلى توفير تسليح نوعي لهذه الكتيبة مع مجموعة من الامتيازات، جعلتها منفصلة كليًا عن الجيش ويتحكّم فيها الرئيس بشكل مباشر، وقد وضع في قيادتها خلصاءه من العسكريين بالإضافة إلى مجموعة من القيادات المرتبطة به قرابيًا وقبَليًا. وكانت جيشًا موازيًا للجيش.
وقد تواصل ولد عبد العزيز بقيادات عسكرية داخل الجيش وبشكل خاص داخل قوات تجمع الأمن الرئاسي، وذلك بعد ما أيقن بخسارة أوراقه السياسية في صفوف القوى المدنية وخاصة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
مما اطره الي إستخدام أوراق قوته داخل القوات المسلحة
رغم خطورة الإقدام على هذا السيناريوا
أدرك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أنه إن لم يحسم أمر الجيش قبل مغادرته إلى مدينة أكجوجت لتخليد ذكرى استقلال
فان المواجهة العسكرية بين أبناء الجيش اصبحت حتمية وأنه لن يعود من أكجوجت رئيسا .
تم استدعاء قيادات الجيش للاجتماع مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ولم يغب عن الاجتماع سوي قائد كتيبة الأمن الرئاسي استمر الاجتماع أربع ساعات خرج منه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وقد حسم أمر الجيش
ليتخذ في نفس المساء الأربعاء الـ27 من نوفمبر بعد نهاية الاجتماع إجراءات وقرارات قبل ان يتوجُّه إلى مدينة كجوجت لتخليد ذكرى استقلال في مقدمتها إقالة قائد تجمع الأمن الرئاسي العقيد محفوظ ولد محمد الحاج قبل أن يصدر أوامر باعتقاله وتوقيفه، وأوْكل ولد الغزواني مهمة أمنه الشخصي وتأمين فعاليات حفل الاستقلال إلى كتيبة الصاعقة 2 بقيادة العقيد أحمد ولد الميلح
. إضافة إلى تلك القرارات اتُخذ مجموعة من الإجراءات من أهمها تقليص المدة الزمنية المخصصة لحفل الاستقلال، وتقليص أعداد المشاركين في الاستعراض العسكري، وصدور أوامر صارمة بتفتيش كل السيارات، واختصار برنامج الرئيس إلى ساعات محدودة وإلغاء زياراته إلى عدة مدن داخل موريتانيا كان مقررًا أن يزورها.
لتدخل البلاد بعد ذالك في صراع عبثي بين الرئيس الحالي، ولد الغزواني والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز . تغذيه منصات التواصل الاجتماعي واعلام يفتقد كل المهنية في كشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف وجماعات حولت القضية إلى صراع جهوي بين جهتين. وسياسيين يغتاتون علي النفخ في النار
عاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من أكجوجت وقد حسم أمر الحزب والجيش بعد أن منح وعدا لقيادات الجيش في اجتماع الأربعاء الـ27 نوفمبر ببراءة شخصيات سياسية مقربة من الجنرالات و تمكينهم من الخروج من للعبة شد الحبل بين الرجلين و العودة للمشهد السياسي وقد وفى بوعده.
لاكن كان علي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يتخلص من سيطرة الجنرالات وشروطهم في كل شاردة ووارده وهم الذين حكموا المشهد السياسي منذوا 2005 ولم يكن عصيا علي ابن المؤسسة العسكري المتمرس الذي تخلص من قبضة الرئيس السابق لنظام حكم البلاد عشر سنوات أن يتخلص من جنرالات لم تعد تسعفهم أعمارهم في المساومة أو البقاء.
أصدر الرئيس فاتورة الوفاء بالتزاماته للجنرالات باحالتهم الي التقاعد وهم
الفريق مسغارو ولد اقويزي/ المدير العام للأمن الوطني
اللواء حبيب الله ولد النهاه/ القائد المساعد لأركان الجيش الوطني
اللواء حنن ولد هنون/ مدير الأمن الخارجي والتوثيق
اللواء حمادي ولد اعل مولود/ قائد الطيران العسكري
اللواء ختار ولد نبده المدير العام لوكالة تسيير الأزمات
اللواء ولد النديله مستشار الأمني للوزير الأول
اللواء ديالو مساعد قائد أركان الدرك الوطني
اللواء سليمان ولد آبود امين عام وزارة الدفاع الوطني
اللواء ولد دده قائد المنطقة العسكرية الخامسة في النعمة
اللواء أحمد ولد فاليلي/ مدير المعتمدية في الحيش
الطبيب اللواء محمد ولد رافع/ مدير المستشفى العسكري
اللواء محمد ولد محمد المختار
اللواء ولد عبد الودود/ المفتش العام للقوات المسلحة.
مما مكنه من ترويض المؤسسة العسكر وجعلها تابعا له
مع منح بعضهم مناصب تكرما منه و تربع علي كرسي الحكم في موريتانيا دون خوف ولا منازع لم يكن يدرك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن الايام تمر بسرعة وان هناك مراكز قوي تتشكل في الخفاء من تحت طاولته في الوقت الذي كان هو يتخلص فيه من مراكز القوي الظاهرة أمامه ولم يكد يفق الرجل من نشوة الانتصار حتي وجد اقطاب جديد تتصارعة علي من يرثه ويرث حكمه من داخل نظامه .
اقطاب تتصارع بكل ما أتيت من قوة من أجل أن تطبق على زمام الأمور من داخل قصره الرمادي.
تحالف سياسي يتكون من ولد احويرثي و رئيس البرلمان ولد مكت ورجل الأعمال بوعماتو القطب المالي البارز وبعض القيادات العسكرية الصاعدة في المشهد السياسي ووزراء يلبسون طائية الاخفاء
فيما يشكل الجناح الثاني المختار ولد انجاي
وزير الدفاع حننه ولد سيدي
ولد مرزوك
الجنرال المتقاعد محمد فال ولد امعييف ،
الجنرال المتقاعد مسقارو ولد اغوزي
و بعض القيادات العسكرية
وجيشا من الوزراء و الأمناء العامون والمدراء والسفراء وغيرهم من من استطاع ديناصور الفساد المختار ولد انجاي أن يتحكم فيهم بعد ان جعلهم في بمواقعهم الحالية بحكم منصبه بعد ان بسط نفوذه في دهاليز الوزارات والمؤسسات العمومية .
هذه الصراعات العبثية جعلت الحقائق والشكوك وقائع والافتراضات مسلمات وخيبة رجاء فى القوى السياسية مع غياب الأمل فى مستقبل أفضل.
والاخطر انها من داخل النظام وتم فيها إستعمال كل الأسلحة من افشاء لاسرار حساسة وتسريبات تمس أمن واستقرار البلاد و تم فيها العب علي وتيرة الأمن والصحة والتعليم والقبلية والجهوية والون والعرق حتي الجيش لم يسلم من هذا الصراع الخبيث
ولم يبقي أمام الرئيس الي ثلاث سناريوهات لاينجيه ببدنه فيها من مصير سلفه الي الاسلم وله الخيار
1 حجب الثقة عن حكومة ولد أجاي او إقالته ويذالك يعلن جناح ولد احويرثي وريثه الشرعي بلا منازع وستتحول البلاد الي دولة بوليسية تنتهك فيها الأعراض وتستباح الحرمات وياكل القوي الضعيف
2 تعديل وزاري واسع يؤدي إلى خروج وزراء الدفاع والداخلية و ..
وبذالك يسلم البلاد والعباد لدينصور الفساد المختار ولد اجاي وعصاباته وستنهب البلاد والعباد ويتركها جرداء قاحلة لازرع فيها
3 إنهاء الفريقين بإعلان حكومة مباركة
لا شرقية ولا شمالية ) لا شرقية يحوزها المشرق ، ولا شمالية يحوزها الشمال دون المشرق ، ولكن تعلوها همم من يحبون هذه الأرض
وسيقولون له الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ