العلاقات الموريتانية السعودية..سنة حميدة بدأها السلف وحافظ عليها الخلف - بقلم / سيدي محمد مايغبه

اثنين, 02/06/2025 - 14:46

الاستطلاع - عرفت العلاقات الموريتانية السعودية منذ قديم الزمن كثيرا  من التطور ، نتيجة لأهميتها على كافة المستويات ، لأن موريتانيا والسعودية بمثابة سواد العين وبياضها ، فليس من الممكن أبدا أن تشهد هذه العلاقة أي تراجع ، او تتأثر بأي حال من الأحوال و في أي ظرف زمني .

فالعلاقات والتواصل بين موريتانيا و شقيقتها السعودية ، هي سنة حميدة بدأها السلف و حافظ عليها الخلف ، وقد ظلت على مايرام وستظل كذالك ، وتشمل كافة المجالات ، السياسية ، والاقتصادية ، و الدينية ، والثقافية ، والاجتماعية الخ ، حيث يعتبر الخبراء والمحللون السياسيون الموريتانيون أن العلاقات الموريتانية السعودية  تعكس المثال الحي والنموذج الأفضل للتكامل والتآخي بين الأشقاء، من خلال تعدد مجالات التعاون وأهمية ملفات التنسيق المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقد  تواصلت  هذه العلاقة وتطورت و ازدادت قوة مع مرور الزمن لتشمل كافة مناحي الحياة  .

فبالرغم من التباعد الجغرافي ، فإن موريتانيا والسعودية يربطهما الدين والقرابة والتاريخ المشترك ، لأن العلاقة بين الشعبين مبنية على أسس قوية مثل الود والاحترام ، وأواصر المحبة والقربى ، و هي أسس ظلت توحد مواقف الدولتين  بالدوام  ، حيث دأب ، قادة هذين البلدين العربيين المسلمين على مواصلتها و تقويتها لتنعكس إيجابًا خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين  .

فالسعودية التي هي قبلة المسلمين ظلت وستظل طول الوقت على الرأس والعين بالنسبة لموريتانيا .

لقد استقبلت المملكة العربية السعودية واحتضنت على أرضها المباركة علماء الشناقطة قبل نشأة الدولة الموريتانية ، الذين قدموا إليها لزيارة بيت الله الحرام .

ومنذ ميلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية و حصولها على استقلالها في 28 نوفمبر 1960 ظلت المملكة العربية السعودية سندا حقيقيا لموريتانيا ، وعونا لها في جميع القضايا والأحداث ، وهي تقف إلى جانب موريتانيا في جميع المناسبات و المحافل الدولية .

و لنعد قليلا إلى الوراء وتحديدا إبان الزيارة المباركة لصاحب الجلالة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه إلى نواكشوط خلال حقبة السبعينات حيث أن تلك الزيارة مازالت في ذاكرة الشعب الموريتاني ، و تتوارث أخبارها الأجيال تلو الأجيال  ، لأنها تركت الأثر الطيب في نفوس كل الموريتانيين  .

فبالرغم من تأكيدات  الأطباء آنذاك أمام جلالته أن الحر شديد في موريتانيا و ينتشر فيها الجفاف  ، حين كان الملك مصاب بوعكة صحية ، إلا أن جلالة الملك فيصل ، أصر على زيارة بلاد شنقيط  تفضلا منه وعطفا على الشعب الموريتاني ، وكان ذالك في عهد الأب المؤسس للدولة الموريتانية الرئيس الراحل الأستاذ المختار ولد داداه ، الذي قال كلمته المشهورة  مرحبا بجلالة الملك فيصل: إنه لشرف عظيم وأمل تحقق ، أن أرحب بجلالة خادم الحرمين الشريفين وحارس الأراضي المقدسة ومحيي السنة النبوية الغراء و أحد القادة البارزين للعروبة والإسلام.

إن هذه العلاقة المبنية كما أسلفنا على أسس المودة عديد الأسباب من بينها أواصر الدين والأصالة والقرابة والحترام والتاريخ المشترك ، كانت فاتحة خير ، وقد مكنت البلدان من مواصلة مسيرة الصداقة والتعاون ، وهنا لا بد من الإشادة ثم التذكير بحفاوة الاستقبال التي يتلقاها الموريتانيون سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ، عندما تطأ أقدامهم أرض المملكة ، كما يجب التنويه بأهمية الاتفاقيات بين موريتانيا والسعودية خلال الزيارات السابقة للمسؤولين الموريتانيين بمختلف مناصبهم ، إلى هذا البلد الشقيق  ، كان آخرها تلك التي اداها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المملكة العربية السعودية ، و لقاءاته بجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان و بمستوى الاتفاقيات المبرمة في كل المجالات .

من جانب آخر فإن الشعب الموريتاني ثمن عاليا ومازال  وسيظل ، الزيارة الميمونة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بداية شهر دجمبر  2018 ، إلى نواكشوط ، بصفتها فاتحة عهد جديد تحمل الكثير من المعاني والدلالات و الاهتمام السعودي بموريتانيا .

بقلم / سيدي محمد مايغبه 

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط