هل يرضخ الأفارقة لضغوط ترامب ....

أحد, 06/07/2025 - 12:21

الاستطلاع - عندما يتم ذِكْر  الدول الإفريقيَّة، يتطرَّق إلى الذِّهن الوضع المتدهور لتلك الدول، خاصةً مع ما تمرُّ به من تداعيات خلَّفها الاستعمار السَّابق من قِبَل الدول الاستعمارية الأوروبية، فضلًا عن شيوع الأنظمة الاستبداديَّة الموالية للقوى الخارجيَّة، وما يترتب عليها من تبديد لموارد تلك الدول لصالح النُّخَب الحاكمة
وبرغم من فهم قادة  الأنظمة الإفريقيَّة أن المساعدات تُفْسِد المؤسسات المحلية وتقوّضها، بل وتجعل من وكالات المساعدات مجموعات ضغط تسعى لإدامة وجودها، ممَّا يزيد من احتمالية التدخل الخارجي الي أن الأنظمة في إفريقيا ظلت راكع أمام تلك المساعدات مما سلبها قرارها الداخلي اما الخارجي فلم تمتلكه يوما.
كان وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ضربة موجعة للقارة الإفريقيَّة بسبب نظرته المزرية للافارقة.  تلك النظرة التي جسدها قولا وعملا منذوا توليه للسلطة في مؤموريته الأولي والثانيه. 
الرئيس دونالد ترامب  صاحب المقولة التي اغضبت الأفارقة في ولايته الأولى
[ضرائب الشعب الأمريكي تهدر على "الحثالة" في أفريقيا ما يحتم التدخل لاستعادتها، بغية صرفها على الشعب الأمريكي.]
لم تكن مجرد كلمات من معتوه متغطرس بل شفعها بقرارات سلبت أنظمة إفريقيا فتات أمريكا 
_ مشروع قانون أمريكي يفرض ضرائب كبيرة على التحويلات المالية إلى الخارج.  على المهاجرين .
، مرسوما تنفيذي يُوقف عمل الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) 
الذي حظيت بلدان  جنوب الصحراء منه   سنوات(2020-2024)، ما بين 10 و13 مليار دولار
 إنهاء مبادرة "باور أفريكا" (Power Africa)، 
التي أطلقت، عام 2013، في عهد الرئيس باراك أوباما، ورصد لها البيت الأبيض آنذاك مبلغا بقيمة 7 مليارات دولار
من أجل تسهيل تأمين شبكات الكهرباء في الدول الأفريقية التي تعاني من نقص حاد في الطاقة، و تزويد 60 مليون منزل وشركة في القارة بالكهرباء، مع التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، مثل: الطاقة الشمسية والرياح.
 أمرا رئاسيا يقضي بوقف المساعدات المالية لجنوب أفريقيا بسبب قضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. 
سحب  واشنطن أدواتها الناعمة من أفريقيا  في وقت كانت تشهد صراعا حامي الوطيس على النفوذ، بين القوى الكبرى في العالم تاركة الساحة للصين وروسيا وتركيا وغيرهم لم يكن من فراغ كان من أجل ماهو أهم من إفريقيا وشعوبها .
وجهت الولايات المتحدة الأمريكية كل اهتمامها  من أجل الحصول علي  الصفقات الكبيرة من دول الخليج وازدهار سوق  صناعاتها الحربية وللعب دور الشرطي بين أروبا وروسيا في حرب أوكرانيا وبين فلسطين وإسرائيل في حرب غزة   وصناعة حرب وهمية تمكنها من ابتزاز دول  الخليج واسنزاف  ثرواتهم في للعبة إزالة التهديد النووي الإيراني 
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية  والوبي اليهودي يضعون في الحسبان أن الدول الإفريقيَّة ستخرج من عباءة فرنسا  التي كان يعتمد الوبي اليهودي عليها في  التوسع  ومجابهة العزلة والبحث عن كسب الحلفاء،  ، فعلى مدى عقود من الزمن ركزت إسرائيل على اختراق الدول الإفريقيَّة عبر فرنسا واقامت  علاقات دبلوماسية معها ، لكن تلك العلاقات ظلت متأثرة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، فتأرجحت بين الحضور والقطيعة والفتور
وقد استغل اللوبي اليهوي المكلف بأفريقيا داخل الكنيست علاقات فرنسا بغرب أفريقيا وظل معتمدا عليها لتمتين العلاقات والحضور في مختلف المجالات، ففي مايو 2022 عقدت في باريس "قمة إسرائيل والعودة إلى أفريقيا" وطلبت الخارجية الفرنسية بصغة الأمر  من الدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين لديها وكذلك النخبة المثقفة الحضور لذلك المحفل.
لم يكن ذالك الحفل سوي محاولة  إبراز فرنسا للوبي اليهودي سلطتها علي الدول الإفريقيَّة وإثبات تبعبتها لها. ولم تكن فرنسا تحسب ان الدول التي ظلت مجرد اقاليم تابعة لها سخرج من تحت عبائتها كرها. 
 لفتة الإدارة الأمريكية اليوم علي إفريقيا  ليست   احسنا او شفقة  بل هي بضغط من  الوبي اليهودي بعد إدراكه ان ورقة الضغط في إفريقيا فقدت ويجب إعادة القارة لقبضة التبعية وتصحيح الأخطاء التي أدت الي قطع علاقات بعض الدول الإفريقيَّة معها بعد تغيير موازين القوي في العالم وإعادة تشكلة الخارطة بصغة القوة وهاهو الوبي اليهودي اليوم يزامن زيارة الرئيس الإسرائيلي لامريكا مع وجود رؤساء إفريقيا فيها لعقد قمة غير معلنة 
السؤال المطروح هنا هل ينجح الرئيس الأمريكي  في ترويض القادة الافارقة وجلبهم الي طاولة إسرائيل طائعين حتي وان كان بصفة غير مباشرة  و يعوض  فشله  في إدارة أزمة أروبا وروسيا و حرب  إسرائيل وفلسطين وهل تعود القارة الإفريقيَّة الي التبعية  بحكم الحاجة وابتزاز أمريكا وهل يسقط القادة الأفارقة في فخ دونالد ترامب وينصاعوا لرغباته وهو الذي يعتبر القارة الإفريقيَّة مجرد حثالة 
وهل يعود الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بوجه آخر للجماعات التي ارخي لها الحبل ومكنها من التغلغل في جميع أركان الدولة اسئلة كثير ستكون علي الطوالة بعد قمة أمريكا وافريقيا المعلنة و القمة الثلاثية إفريقيا وأمريكا وإسرائيل لغير معلنة 
بقلم شيخنا سيد محمد

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط