الشيخ سيدي ولد الشيخ عبد الرحمان الملقب (الحكومة) ولد الشيخ سيدي الكبير ، هو عبد صالح ، حامل لكتاب الله ، و هو كذالك ولي عابد وعالم بجميع الاحكام الشرعية والمذاهب كلها وخصوصا المذهب المالكي . لقد رزق الله عبده الصالح الشيخ سيدي ولد الشيخ عبد الرحمان ، مواهب وصفات جميلة وخصالا حميدة وكثيرة لا تعد ولا تحصى تبارك الله أحسن الخالقين ، منها الانفاق والزهد والعبادة والفتاوي الصادقة المأخوذة من الكتاب والسنة مع تعليمه الناس دينهم وإصلاح ذات البين والدعوة الى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى و بصفات واخلاق السلف الصالح من بعده .أنشأ الشيخ سيدي ولد الشيخ عبد الرحمان حفظه الله ورعاه محاظره الكبيرة في قرية ( أنتيد ملين ) شمال أبي تلميت بولاية ترارزة ، فصارت وجهة الطلاب من كل حدب وصوب . فهذه المحاظر الجميلة تصدر حاليا الميئات من حفظة كتاب الله و جميع احكام الدين وعلوم الفقه المالكي . إن الشيخ سيدي ولد الشيخ عبد الرحمان الذي تجتمع فيه أنواع الخصال الحميدة هو شبيه كل الشبه كما يقول الأولون بالشيخ سيدي الكبير ،ولا غرو في ذالك ، لأن المثل يقول ( الشبل إبن الأسد ). فالاقتداء بعباد الله الصالحين واجب لأنهم خدام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخدام دينه من بعده، كما قال عليه السلام في الحديث الشريف (علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل) وقال أيضا صلوات ربى وسلامه عليه (العلماء ورثة الأنبياء .). فالعلماء و عباد الله الصالحين هم ورثة الأنبياء ولما كان عدد الأنبياء 124 ألفا كذلك كان عدد الأولياء 124 ألفا في كل زمن لا ينقصون، فإذا مات منهم أحد حل محله غيره وهم العلماء العاملون بعلمهم. ولقد تعددت الأقوال في تعريف الصالحين منها :: قول سيدنا أنس رضى الله عنه (بلغنى أن العلماء يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء). وقال سيدى أبو القاسم (لو قرعوا الصخر بسوط تحذيرهم لذاب ولو ربط إبليس في مجلسهم لتاب) وله أيضا (اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة). وقال أحد العارفين (لا يكون العارف عارفا حتى يكون كالأرض يطؤه البر والفاجر) وقال أيضا (لكل أمة صفوة وصفوة هذه الأمة الصوفية). وقال آخر (النظر إلى العابد عبادة). وقال أحد الصالحين (إذا رأيت مؤمنا صادقا نافقا متعبدا فاسأله أن يدعو الله لك فإن دعاءه مجاب. وقد قال الولي العابد التقي فضيلة الشيخ ( الفخامة ) قصيدته الرائعة و المشهورة التي يمدح بها شقيقه الشيخ سيدي بمناسبة قدومه إليه ومطلعها :
بِمَقْـــدَمِ هَــذَا الشَّيْخِ يَتْبَعـــُهُ الْوَفْـــــدُ لَنَـــا الْفَضْـلُ وَالْخَيْرَاتُ أَجْمَعُهَا تَبْدُو
فَذَا الشَّيْخُ شَيْخٌ ظَاهِرُ الْفَضْلِ والْهُدَى يَرُوحُ بِـــهِ نَهْجُ الْألَى وَبِـــــــهِ يَغْدُو
فَيَا نَاثِرًا مَاشِئْـــتَ قُلْ فِيــــهِ مِــــادِحًا وَيَــا شَادِيًا بِالنَّظْـــمِ مَاشِئْتَهُ فَاشْــــــدُ
يَلُـوحُ بِهِ بَرْقُ الْمَكَـــــارِمِ وَالْعُــــــلاَ وَيُسْمَعُ فِي جَوِّ الْخُيُورِ لَــــهُ رَعْــــدُ
وَيَرْفَعُــــــــهُ عِلْـــــمٌ وَيَرْفَعُـــــهُ ندىً فَتُرْبَتُــــــهُ طِيـــــبٌ وَطَالِعُـــهُ سَعْدُ
تَسَامَى عَلَى الْخَيْرَاتِ طِفْلاً وَيَافِعـــــًا وَلَمْ تَلْحَقَنْهُ الشِّيــــبُ وَالْفِتْيَةُ الْمُــرْدُ
سَنَسْرُدُ فٍيـــهِ مَانَشَــــــاءُ مِنَ الثَّنَــــــا وَحُقَّ لِهَذَا الشَّيْخِ مِنْ شِعْرِنَا سَــــرْدُ
فَإِنْ رُّمْتَ جَمْـــعًا فَالإِمَـــامُ جَمَــــاعَةٌ وَإِن رُّمْتَهُ فَرْداً فَأَفْـــــعَالُهُ فَــــــرْدُ
وَمِنْ قَبْــلُ فِيهِ مَاتَشـــاءُ مِنَ الْهُـــدَى وَفِي الشَّيْخِ كُلُّ الْيُمْنِ وَالْخَيْرِ مِنْ بَعْدُ
بقلم / سيدي محمد ولد مايغبه .