ناقشت اللجنة العملية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يومي السبت والأحد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، مشروع «ميثاق» للعلماء الأفارقة يقوم على قيم الإسلام السمحة والبعد عن التطرف والغلو.
ويأتي الميثاق في كتاب موسع يتضمن خمسة محاور، هي «العلم والعلماء في السياق الأفريقي، حفظ الثوابت الدينية الأفريقية الكبرى، القيم الإسلامية وحماية المشترك الديني، وحماية الأمن الروحي بأفريقيا».
وتهدف جميع هذه المحاور إلى «ترسيخ الدين الإسلامي عقيدة ومذهبا، بعيدا عن الغلو والتطرف، من أجل حماية الأمن الروحي لشعوب القارة الأفريقية».
وقال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة سيدي محمد رفقي، في تصريح لـ «صحراء ميديا»، إن مشروع الميثاق خضع لدراسات جادة على مستوى المحاور.
وأضاف رفقي أن دراسة مشروع الميثاق ما تزال مستمرة، قبل أن يؤكد: «لا شك أن هذه الدراسة ستفضي إلى خلاصات في الجلسة الختامية».
وأوضح رفقي أن ميثاق العلماء الأفارقة «سيخاطب الشخصية الأفريقية التي لها تراث ونسق شامل، ترى من خلاله الكون والحياة والمجتمع».
وقال في تصريحه إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة «ستظل وفية، لمبادئها وأهدافها في سبيل حماية الدين الإسلامي، والقيم الإنسانية نبيلة في بعدها الأفريقي»، على حد تعبيره.
من جهته، وصف رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بموريتانيا، الدكتور محمد المختار ولد أباه، مشروع الميثاق بأنه «أهم وثيقة تصدر عن المؤسسة، فهو بمثابة دستور يتضمن مبادئ علمائها».
وأضاف أن مشروع الميثاق تولى إعداده علماء وخبراء أفارقة، مذكرا بأنه سبق للجنة مختصة أن ناقشته، وتقرر عرضه على لجنة موسعة بالنظر إلى الأهمية القصوى التي يكتسيها.
قال الحسين جاكيتي، عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دولة مالي، إن الوثيقة المعروضة للنقاش «تمثل خارطة طريق لعلماء أفريقيا، ستمكنهم من تنزيل الثوابت المشتركة على الواقع».
وأضاف جاكيتي في تصريح لـ «صحراء ميديا»، أن تنزيل هذه الثوابت المشتركة من شأنه أن يساعد أعضاء المؤسسة على «التصدي للاختلالات الفكرية».
اجتماعات نواكشوط، هي أول اجتماع للمؤسسة خارج المغرب منذ تأسيسه عام 2015، ويشارك فيها علماء من تنزانيا والسودان والسنغال ومالي وتشاد ونيجيريا وبوركينافاسو وموريتانيا، بالإضافة إلى المغرب.
وتجري نقاشات مشروع «ميثاق العلماء الأفارقة» داخل خمس ورشات علمية تتناول محاور الميثاق، فضلا عن اجتماع عام للمشاركين في الورشات لتعميق النقاش العلمي والمراجعة.
وتأسست مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، عام 2015 بمدينة فاس المغربية، وتهدف إلى توحيد وتنسيق جهود العلماء في القارة الأفريقية للتعريف بقيم الإسلام ونشرها وترسيخها.
ويقول القائمون على المؤسسة، إنها تهدف أيضًا إلى «تنشيط الحركة الفكرية والعلمية، والثقافية في المجال الإسلامي، وتوطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا».