دعا أكثر من 240 مثقفا وحقوقيا وناشطا في بلدان المغرب العربي الجزائر والمغرب إلى إعمال العقل والحكمة وضبط النفس من أجل تجاوز الأزمة بين البلدين بعيدا عن التصعيد.
وسجل 244 من المثقفين والحقوقيين والمنتمين لهيئات المجتمع المدني من المغرب والجزائر وتونس، في بيان أصدروه الأحد ووصفوه بـ"النداء إلى العقل"، "ببالغ القلق، التصعيد الحاصل في العلاقات بين المغرب والجزائر".
وأعلنوا أنهم يرفضون "هذه الوضعية المؤدية إلى مواجهة غير طبيعية، لا يمكن أن تكون إلا إنكارا للتاريخ العميق "للمنطقة "ولجوهره، والتي تتنافى مع مصالح الشعبين ومصالح المنطقة".
وقال الموقعون على النداء: "نؤمن بأن شعبينا لا يكنان لبعضهما إلى الود، وأنه ليس بعزيز عليهما تجاوز هذه اللحظات العصيبة بأقل الأضرار وبأجمل الآفاق، بتعبئة طاقاتهما الخلاقة من أجل تحصين جسور الإخاء وتكثيفها".
ودعوا "كافة الإرادات الحسنة في البلدين وفي جوارهما إلى الضغط من أجل وقف التصعيد والعودة إلى جادة الصواب".
وعبروا عن قناعتهم "أن رجال الدولة ونساءها الحقيقين هم وهن من يبنون العيش المشترك والأمن والتعاون، وليس أولئك الذين ينهمكون في التسابق نحو التسلح والتصعيد ودق طبول الحرب".
وأضاف النداء: "فعل مجتمعنا المدني لم يكن دائما في المستوى المطلوب، لكن الوضع الراهن لم يعد يسمح لنا بأي تردد أو تهاون، وإلا سيكون ذلك تنكرا لهويتنا ورسالتنا".
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الجزائر يوم 24 أغسطس على لسان وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب اعتبارا من تاريخه.
وقال لعمامرة: "لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر".
واتهم الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام المغربية بـ"شن حرب ضد الجزائر بخلق إشاعات"، لافتا إلى أن "التحقيقات الأمنية كشفت تعرض مواطنين ومسؤولين جزائريين للتجسس ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي".
وأعربت وزارة الخارجية المغربية عن أسفها للقرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية، واصفة إياه بـ"غير المبرر والمتوقع في ظل التصعيد الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة".
وتشهد العلاقات بين المغرب والجزائر حالة من المد والجزر منذ ستينيات القرن الماضي، بدءا بخلاف على الحدود بين البلدين عام 1963، وصولا إلى نزاع في السبعينيات أطلق شرارته دعم الجزائر لـ"جبهة البوليساريو"، التي تسعى إلى انفصال إقليم الصحراء عن المغرب، ثم اتهام المغرب عام 1994 جزائريين بتفجير فندق سياحي في مراكش مما دفع الجزائر إلى إغلاق الحدو مع المغرب حتى اليوم.
وطالب المغرب أكثر من مرة بإعادة فتح الحدود بين البلدين، لكن دائما ما ترفض الجزائر وتتشبث بإغلاقها "لأسباب أمنية".