من تاريخ انتصارات إيران ما بعد الثورة، أ. محمد يسلم البار.

اثنين, 15/04/2024 - 19:04

الاستطلاع - فاجئني بعض الأصدقاء من دول المنطقة ببعض الآراء المتناقضة و المتهكمة من التدخل الإيراني أمس الأول ضد إسرائيل، مما حتم علي تعزيز ما قد كتبت بهذا المقال من التاريخ السياسي لانتصارات إيران ما بعد الثورة، و بعيدا عن الاصطفاف العقدي و المذهبي و الايديولي، إحقاقا للحق قدر المستطاع، 
التحركات غير العبثية التي يحسد البعض عليها النظام الإيراني و التي عادة ما تكون محمودة العاقبة و عظيمة الجدوائية، مهما كانت قليلة التكاليف، فممت يذكر التاريخ أنه و بعد أسابيع قليلة من قيام الثورة الإسلامية في إيران، اقتحم عدد من الطلاب الإيرانيين المتحمسين مقر السفارة الآمريكية في طهران، واحتجزوا حينها اثنين وخمسين آمريكيا، من 4 نفمبر 1979 إلى 20 يناير 1981 ردا على مواقف آمريكا من الثورة، وامتناعها من إرجاع الشاه ليحاكم، و لتجميدها للأموال الإيرانية في بنوكها..
 آمريكا لم تقف حينها مكتوفة الايدي، بل اطلقت عملية "مخلب العقاب" لتحرير الرهائن بالقوة، لكن الطائرتين المخصصتين للعملية اصطدمتا في الجو، ومات الجنود الآمريكيون، إنه الانتصار إلهي للمسلمين، بقيادة الإمام الخميني رحمه الله، لم تحاول بعد ذلك الإدارة الأمريكية تحرير الرهائن عسكريا، بل رضخت و طلبت الوساطة مستنجدة بالجزائر، وتدخلت الجزائر لحل الأزمة بشروط إيرانية، منها عدم تدخل آمريكا في الشأن الإيراني، وتحرير الأموال الإيرانية المجمدة في آمريكا، وتجميد أموال الشاه حتى تبت فيها المحاكم..
حرصت إيران أن لا يحسب التوافق الديبلوماسي الذي قادته الجزائر للرئيس الآمريكي (كارتر)،
ففي العشرين من يناير، وبعد مغادرة كارتر للسلطة، وبعد دقائق من أداء (ريغن) القسم الرئاسي، تم تحرير الرهائن الآمريكيين بوساطة جزائرية..
إنه الانتصار الثاني لايران ما بعد الثورة الاسلامية، و الاحتقار المباشر ل(كارتر) الصديق المؤيد للشاه، و من يومها ظلت الجزائر من أشد الدول الإسلامية احتراما و تقديرا لإيران و الشيء نفسه حاصل مع إيران للجزائر.
ثم ماذا نسمي طرد النظام الإسلامي في إيران كافة الديبلومسيبن الإسرائيليين، وفتحه سفارة لفلسطين، و بدون تنسيق مسبق مع أحد؟ إنه الانتصار الثالث لايران في قلوب الشعوب.
يذكر التاريخ ايضا، انه عندما أصدر سلمان رشدي كتابه" آيات شيطانية" وتطاول فيه على مقام سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله، صلى الله عليه و على اله سلم، عندها أهدر الإمام الخميني دمه في 14فبراير 1989، ورصدت إيران علنا مكافأة مليوني دولار لمن يقتله، فعاش ذليلا، مرعوبا، مشردا واستنفد كل ثروته في سبيل حمايته، واختفى عن الأنظار، فلم يظهر بعد ذلك في محفل إلا مرة واحدة بعد أن ظن أنه في مأمن و إن موضوعه تم تناسيه، فتعرض لطعنة اقتلعت إحدى عينيه، إنه النصر إلاهي المضاف، و الانتصار الخميني الصريح لنبينا صلى عليه و آله وسلم..من فعل هذا من المسلمين عامة غير إيران؟
من تجرأ من المسلمين، عربا و عجما، لمساندة فلسطين، ثم لبنان و العراق، وليبيا، وسوريا، واليمن دون النظر للخلاف المذهبي او التباين الثقافي او البعد الجغرافي، اليست إيران ومحورها هما السند الرئيسي لحماس دعما، وتدريبا، وتمويلا..من يقاتل اليوم بوسائله المتاحة في الحرب على غزة غير حزب الله، والمقاومة الإسلامية في العراق، وسوريا، والحوثيين في اليمن، وكل هؤلاء محسوبون على إيران، ويقاتلون بأسلحة إيرانية من دولهم التي دمرتها آمريكا والغرب، والعرب، إنه الانتصار الشامل لما بين واحد و مائة.
دعونا نصدق، ونشهد على أنفسنا، ونشهد لمن يخالفنا في بعض القضايا بالحق..
الغريب أننا ننبهر، ونفرح، ونشكر دولا أجنبية غير إسلامية على مواقفها النظرية غالبا من القضية الفلسطينية، ونطبل لها ونزمر، ونجحد، وننكر فضل إيران العملي على قضيتنا المحورية...

آخر الأخبار

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط