بدأ نائب الرئيس الانتقالي المالي العقيد آسيمي كويتا، فعليا، ممارسة مهامِّ الرئاسة من خلال توقيع عدد من المراسيم وترأس اجتماعات حكومية وأخرى مع الطيف السياسي.
العقيد كويتا احتل مكتب الرئيس باه انداو بعد استقالة هذا الأخير التي أعلنها صباح الأربعاء أمام وفد الوساطة الإقليمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من مكان احتجازه في قاعدة كاتي قرب العاصمة مالي ليفرج عنه مساء نفس اليوم بعد 48 ساعة من الاعتقال.
أصدر الرئيس "الجديد" مراسيم أقال بموجبها فريق سلفه من المستشارين والمساعدين المدنيين والعسكريين، كما ترأس اجتماعا لكبار المسؤولين في القطاعات الوزارية ووجه لهم تعليمات مباشرة باستمرار العمل ما يعني كذلك أن الحكومة الانتقالية ورئيسها مختار وان أصبحت كذلك في خبر كان.
العقيد وقائد انقلاب أغسطس الماضي تجاهل المطالب الدولية والإقليمية التي أجمعت على ضرورة استمرار الرئيس الانتقالي وعدم قبول عسكرة الفترة الانتقالية ولوّحت فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بفرض عقوبات على العسكريين المتورِّطين في "تخريب" الفترة الانتقالية.
لا يخفي كويتا رغبته في قيادة الفترة الانتقالية ويحاول الحصول على دعم المعارضة المحليَّة خاصّة تحالف 5 يونيو الذي وافق من حيث المبدأ على قبول العمل معه من خلال اقتراح شخصية تشغل منصب الوزير الأول. التحالف لا يبدو أسِفاً على انتهاء حكم باه انداو ومختار وان حيث رفض التحالف طريقة إدارة الفترة الانتقالية منذ البداية بل إنَّ بعض أطرافه أبدتْ ما يُشبه الترحيب بالانقلاب داخل الانقلاب على حد تعبير الرئيس الفرنسي.