المبدع محمد الامين النمين يكتب : عفاك يا معاوية

أحد, 08/08/2021 - 14:37

بلغ الإسم من المديح والثناء والإطراء و التبجيل ما لم تبلغه - بالكاد - الحكامة الأموية و العباسية ، شبع مدحا و ثناءا لم تسلم من ذكره قافية ولا بحر .. بلغ من التبجيل مرتبة المعالي والكمال .. !!
مدحته الخيرة و النخبة والمشيخة و أهل الفن ... بلغوا في مديحه و الثناء عليها حد الثمالة حتى اضحى كل قول بعده تكرار معاد ، 
عقدين من الرفاهية والتبجيل من الأمر و النهي ..... حتى ان أحد الكتاب الفرنسيين قال إبان الإنقلاب عليه : ( ان معاوية كان صعوده عظيما ولذلك لابد أن يكون سقوطه أعظم ) ، لذلك حاولت ثلة من المتملقين لم تكن يوما على متن الخط و لا في المشهد العام - بمحاولة طمس تاريخ الرجل أزالت صوره من الدوائر الحكومية ، تم تغيير تسميات المراكز الثقافية التي تحمل إسمه .. تم محو اليافطات التي تحمل بعض أقواله تم محوها ( طبعا لم يكلف المجلس العسكري يومها احد بفعل ذلك ) بل قامت به ثلة من المتملقين تريد بذلك خلق موطأ قدم في الدولة الجديدة . دولة يحاول أصحابها بنائها على أنقاض دولة ولد الطايع او هكذا كان يحلو للبعض تسميتها .. 
ومضى الزمن و تعاقبت الأنظمة من بعدها و كل امة جاءت تلعن أختها من بعدها ..!!
و ما إن ظهرت صورة الرجل بعد طول فراق حتى هاجت الخواطر وماجت وتدفق السكب و بعث من مرقده التاريخ
فكانما صوت من عبق التاريخ يصرخ باعلى صوته :
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد 

.. تذكرت - والشيئ كما يقال بالشيئ يذكر - تقريرا للصحفي بيب ولد امهادي  يوم دخل الاحتلال الامريكي بغداد وتحطيمه لتمثال الشهيد صدام حسين : إذا كان الجيش الأمريكي قد اسقط تمثال صدام من ساحة الحرية فإن سيقانه لا تزال راسخة في الإسمنت العراقي !!
ثم تذكرت الطعنة التي اتت من مامنها و كيف أنقلب الخل على الخليل ، والعظيم المر ذكراه محاولة طمس تاريخ الرجل وتلك ورب الكعبة ليست من الفروسية ولا من المكرومات 

يقال أنه حين غدر جساس إبن مرة بوائل إبن ربيعه وأرداه  طريحا تركه يلهث الما أشار إليه رفيقه عمر ان يجهز عليه - ليستريح من العذاب - و الجهز على القتيل من شيم الطرائد كانت العرب إذا اصطادت طريدة اجهزت عليها لإنهاء الألم -  فأبى وقال : هل نسيت أنه كليب ابن ربيعة ؟ 
مشيرا لمكانته فهو وإن كان قاتله فإنه لاينكر عليه قدره و مكانته فلا يليق بقدر كليب معاملة مثل معاملة الطرائد  ، 

لا أحد بمقدوره محو 12/12 من الذاكرة الجمعوية لا أحد بإمكانه كذلك ان يلفق بالتاريخ ما ليس فيه ، لن تنسى الذاكرة الموريتانية - ما قام الشعر فيها - معاوية ولد الطايع و قد جاء بكم من البدو 

وحسن ظنك بالأيام معجزة    *  فظن شرا وكن منها على وجل 

وشان صدقك عند الناس كذبهم  *  هل يطابق معوج بمعتدل 

إن كان ينجع شيء في ثباتهم  *  على العهود فسبق السيف للعذل

كان بأوفياء الرجل - وأولائك قلة - ولسان حالهم يغني بحرقة الشوق و لوعة  الوله :

"و وعدتني بأن صدركَ منزلي 
‏إذا الليالي السود، أغلقنَ الفّلك 
‏ها هُن سودٌ مُقفراتٌ جئنَ لي 
‏أين الوعودَ وأينَ عنّي منزِلك؟" 

الدنيا هي الحك ماهي شيء اوتوف  !!
ابلغوا الناس انه لا سلامة من الناس ولا نجاة من الموت و  ..!!
"وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ" صدق الله العظيم 

امسينا وأمسى الملك لله

#٣_اغسطس

منقول عن صفحة سيدي محمود عبدي 

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط