الاستطلاع - منذ تعيين الحسين ولد مدو رئيسا للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ، بدأ الاعلام الموريتاني الخصوصي يخطوا عشرين خطوة الى الوراء ، وكأن ولد امدو جاء الى الهابا لتصفية واقصاء بعض المؤسسات الاعلامية الحرة التي سبقت مشواره الاعلامي و وجوده في طاقم اخبار نواكشوط ، وسبقت ثراء احد رجال الاعمال الذين صنعهم نظام العشرية و تتحدث الروايات انه كان هو السبب في ايصال ولد امدو ، الى هذا المنصب الذي لم يكن يحلم به .
ورغم الصبر الذي تحلت به هذه المؤسسات الاعلامية مدة مامورية الحسين ولد امدو الاولى التي كانت امر عليها من طعم الحنظل ، إلا أن تجديد المامورية لهذا الشخص على الهابا هو اجراء كارثي لا يطاق بالنسبة لها ، حيث اصبحت تأمل من السلطات العليا مراجعة قرارها ، اذا كانت جادة في التطلع الى اعلام مستقل لا تسوده الكراهية و التهميش و الزبونية والجهوية والمحسوبية والانحطاط ، وووو .
لقد اصبح واضحا ان صندوق دعم الصحافة كان يسيل لعاب ولد امدو منذ انشاءه ، وهو ماجعل اموال هذا الصندوق تتحول و تمضي اشلاء الرياح لاسباب طائشة وبعيدة من الحياد والمساواة ، حيث تتحدث المعلومات ان رئيس الهابا يشرف بنفسه على صرف هذا الصندوق الموسمي حسب هواه ، ومنذ وجوده على رأس الهابا ، يقوم ولد امدو كل سنة بتعيين شخص من داخل هيئته على ما يعرف بلجنة صندوق دعم الصحافة .
وحسب الروايات ، فالظاهر ان الشخص الذي يتم تعيينه يصبح في الظاهر رئيسا لهذه اللجنة ، لكن رئيسها الخفي الذي يتحكم في قرارتها من وراء الكواليس ، و الذي يملي شروطه ويضع قوانين خارجة عن اهداف الصندوق ويأتي بلوائح من مقربيه ليلتهم به ما تبقى في هذا الصندوق زيادة على قوانين النهب التي يستحدثها هو ولد امدو كما أكد مصدر آخر .
تقول الروايات ايضا ان ولد امدو يعد لوائح من مقربيه واصدقاءه ومعارفه ، و زبناءه في الاعلام الحر والرسمي ليستفيدوا اكبر قدر من هذا الصندوق حيث لا يستطيع رئيس اللجنة الاعتراض علي مطالبه ، علما ان الاعلام الرسمي ليس معنيا في الاصل بهذا الصندوق ، ولا ناقة له فيها ولا جمل .
و من املاءات ولد امدو على لجان هذا الصندوق :
1 - استحداث ما يعرف بالتمهين
2 - صندوق اعانة مرضى الاعلام سواء الرسمي او الحر .
3 - تنظيم ملتقيات وعناوين يتلقى ( المستفيدون ) منها تعويضات معتبرة ، يضيف اليها ولد امدو اسماء بعض المحسوبين عليه .
4 - تخصيص جوائز لا يستفيد منها سوى اصدقاء و اعوان الحسين ولد امدو .
كل هذا على حساب صندوق دعم الصحافة حيث يتم شطب اكثر من مائة مليون لهذه الاغراض ، ( حق اريد به باطل ) في الوقت الذي يتجاهل رئيس الهابا ميزانية هيئته التي ( خاظت بين باط ومرفك ) ولا يستفيد منها سوى رئيس الهابا وحده ، هنا ينطبق عليه المثل ( الرجل الذي يعطي من مال غيره ) .
بينما اصبح يستفيد من هذا الصندوق مستشارون اعلاميون مقربون من ولد امدو في بعض الوزارات .
و يتم اقصاء صحفيين ومؤسسات وروابط اعلامية هامة ، لا تحسب على رئيس الهابا ولا تربطهم به اية علاقة خصوصية .
و في حال تم قبول استفادتها من دعم هذا الصندوق فإن نصيبها قد لا يتجاوز القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .
ايضا هناك مهزلة اخرى على السلطات ان توقفها وهي أن رئيس لجنة هذا الصندوق يتقاضى اكثر من مليوني اوقية قديمة والاعضاء كلهم يتقاضى اكثر من مليون تعويضا عن ثلاثة او اربعة اجتماعات كل اجتماع لا يستغرق ساعتين وقد يستغرق دقائق قليلة هي ( كرشه مسلول عوده ) زيادة على هذا ، ان اعضاء لجنة الصندوق يخصصون لمؤسساتهم و اصدقاءهم عشرات الملايين ، اي ان العضو الواحد يروح باكثر من ثلاثة او اربعة ملايين عند كل توزيع مغتنمين ايضا فرصة ضعف رئيس اللجنة عن ردعهم كما هو الحال للتوزيعات هذه السنة .
وهذا ما جعل بعض اعضاء لجان توزيع صندوق الصحافة يلجؤون احيانا الى تزوير توقيعات مسؤولي عشرات الروابط الصحفية لتمثيلها او يطرقون ابواب مكاتب و بيوت الجنرالات والوزراء و يسكنون معهم على الفراش و يصبحون لهم بمثابة البوابة او عمال المنازل كي يتدخلوا لصالحهم من اجل عضوية هذه اللجنة .
يتواصل …….