أوضح مدير التوقعات بالهيئة الوطنية للأرصاد الجوية السيد سيدي ولد محمد الأمين، أن العجز الملاحظ في الامطار هذه السنة يرجع أساسا إلى الظروف الحرارية لأسطح المحيطات المختلفة كالمحيط الهادي والأطلسي والهندي، وكذا البحر الأبيض المتوسط، وهذه الظاهرة باتت تعرف بـ”أنينيو القرن” وقد نجم عنها ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة لاسيما في الأجزاء الشرقية والوسطى من المحيط الهادي، وهو ما تسبب في انعكاسات سلبية على التساقطات المطرية عبر العالم، وإرباكا كبيرا في الحالة العامة للطقس.
وبين خلال مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء اليوم الجمعة، رأي الهيئة حول الوقفات الطويلة للأمطار وتقييمها للمجاميع المطرية المسجلة لحد اللحظة في خريف 2023 والتوقعات في ما تبقى من الموسم، معتبراً أن الأمطار الموسمية سجلت بالفعل عجزاً ملحوظا خلال الأشهر الماضية.
وبين مدير التوقعات بالهيئة أن الفترة الزمنية الممتدة من فاتح مايو إلى غاية 31يوليو 2023 تميزت وضعيتها العامة ببداية مبكرة للتساقطات المطرية على وسط وجنوب غرب البلاد ، وبخاصة على مناطق الحوضين ولعصابة وگيدي ماغه، وگورگل وتگانت واترارزة وأيضا نواكشوط.
وأضاف أنه بالمقابل تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة لاسيما على مستوى ولايات آدرار وانشيري وتيرس زمور وگورگل ولبراكنة والحوضين، مع قيم قصوى لدرجات الحرارة وصلت إلى 48-49° درجة مئوية على تيرس زمور خلال النصف الثاني من يوليو المنصرم.
وقال إن الجبهة المدارية تأرجحت خلال نفس الفترة مابين شمال آدرار وتيرس زمور وجنوب اترارزة ولبراكنة وگورگل وبالغرب من ولاته، رغم أن الرياح الموسمية هذه السنة أقل نشاطا بالمقارنة مع السنة الماضية.
ورغم هذه الوضعية الصعبة، أوضح مدير التوقعات، أنه تم تسجيل تساقطات معتبرة كان من أهمها الكميات المسجلة يوم 31يوليو في لبراكنة، مع حصيلة يومية وصلت لـ: 144مم في وابوندا و 125مم في بوگي، و 82مم في ٱشرم بتگانت، كما أن المجاميع المطرية سجلت فائضا في كل من كنكوصة وكيفة وبومديد في لعصابة، في حين سجلت عجزاً في أغلب مناطق البلاد مقارنة مع السنة الماضية، ولحد اللحظة تم تسجيل أهم المجاميع المطرية في منطقتي دياكيلي بگيدي ماغة 263مم، تليها 247 مم مسجلة بمدينة بوگي بالبراكنة.
وقال إنه خلال الـ24ساعة القادمة بحول الله هناك مؤشرات لتساقطات مطرية على مناطق لبراكنة وگورگل، وربما اترارزة وبعض مناطق الحوض الغربي.
وعن طول التوقفات المطرية خلال العشرية الأولى من الشهر الجاري، قال مدير التوقعات بالهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، أن ضعف مرتفع الضغط الجوي، قلل من نسب التساقطات المطرية، إضافة إلى أن الظروف المواتية متأثرة سلبا بالأساس بعامل “ظاهرة النينيوا”.
وأبرز أن تقييم الأسبوع الماضي عرف عجزا ملحوظا في مناطق الحوض الشرقي كآمرج وعدل بگرو، ومناطق أخرى في الحوض الغربي ولعصابة ومنطقة شمال لبراكنة.
وبين أنه بالرغم من العجز المسجل تتوقع الهيئة تساقطات مطرية أيام 13 و 14 من الشهر الجاري على منطقتي الحوضين ولعصابة وگيدي ماغه، وفي المناطق الشمالية من البلاد مابين 17 إلى 20 توقعات بتساقطات خفيفة إلى متوسطة.
وخلص مدير التوقعات بالهيئة الوطنية للأرصاد الجوية إلى أن كافة المؤشرات تشي ربما بنهاية مبكرة لموسم الأمطار، مشيرا إلى تراجع المجاميع المطرية المسجلة في أغلب مناطق البلاد مقارنة مع خريف 2022، مرده بالأساس إلى أن الجبهة المدارية غير النشطة لهذا العام متأثرة بالارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في مناطق واسعة من البلاد.