اربعون يوما على ملحمة غزة -إن استبدال اليقين بالشك هو هاوية قاتلة - رأي حر

جمعة, 17/11/2023 - 08:45

    بسم الله الرحمان الرحيم 

اربعون یوما لملحمة غزة 

إن استبدال اليقين بالشك هو هاوية قاتلة

 

الأربعون  في غزة عنوان. تصب الأمطار (القنابل) على غزة منذ أربعين يومًا. كل الوعود التي قدمتها آلهة الغرب للبشرية تحققت دفعة واحدة. ولم يتم إنقاذ النساء الحوامل والأطفال الرضع و حديثي الولادة أيضًا. لقد تم بالأمس فقط دفن جثث مائتي شخص بريء في ساحة مستشفى الشفاء.  العنصريون المعاصرون جعلوا غزه مختبرا للقنابل وأحرقوا المدينة بشعبها ليحققوا لأنفسهم انتصارات مزیفه. لكن غزة المضطهدة لا تنهه تنهيدة واحدة ولا يتم رفع راية بيضاء ولم يستسلم مقاتل فلسطيني واحد. أرسلوا دباباتهم إلى المستشفيات وحرثوا أرض المستشفيات و لم يجتازوا استجواب المرضى المحتضرين ولم يحصلوا على أسير واحد. و التدهور الكامل واليأس هو الذي لم يحققوا منهو أي إنجازات عسكرية سوى الإبادة. وإذا كان فشل إسرائيل حتى الأمس فشلاً أمنياً، فإن عليها الآن وعلى مناصريها أن يعانون من فشل أخلاقي و فلسفي کبیر . في مختبرهم الأنثروبولوجي، كان ينبغي على غزة أن تستسلم في الأيام القليلة الأولى. هم فی وقت اقل من هذا مزقوا کثیرا من الأمم. هذا ای نوع من العلم وإيمان الذي لا يخيفه مثل هذا الحجم من النار؟ دعونا نؤمن أن هناك إله فوق القنابل.

مشهد غريب يواجه العالم. وإذا كان هذا المشهد اختبارا لضمير العالم حتى الأمس، فهو الآن اختبار لفلسفة الحياة والتعليم والفكر والرأي. يجب أن نشكك في التعاليم التي لا يمكن أن تفتح الطريق في "انتفاضة غزة". ولا أقول إن كل الذين يدافعون عن فلسطين لديهم نفس الدافع. وحتى لو كانت لدينا شكوك حول العمليات الفلسطينية، فنحن أحرار في الشك في أنفسنا، ولكن لا نخفي يقيننا بجرائم إسرائيل من اجل حسابات غامضة وموسوسه. إن استبدال اليقين بالشك هو هاوية قاتلة. إذا كان هناك من لا يزال لا يتعاطف مع شعب غزة المضطهد، على الرغم من معرفته بالمآسي، أو لا يزال منشغلاً بالحسابات والعداد السياسي ولا يستطيع أن يقرر إدانة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، أو على الأقل التعاطف معها، في السر  يجب أن يشكك في منظومته الفكرية، حتى لو كان يعتبر نفسه معاصرا. إن أية مدرسة ومذهب بأي عنوان واتجاه للعدالة والحرية وحقوق الإنسان التقليدية والحديثة لا تستطيع أن تقف في المكان المناسب في هذا المنعطف المهم من التاريخ، متى ستتمكن من إنقاذ البشرية؟

وعن غزة ومستقبلها، وإلى أي مدى حقق الطرفان أهدافهما، سأكتب مفصلا في تكملة للمذكرات السابقة إن شاء الله، ولكن حتى الآن ملحمة غزة ستبقى في الذاكرة لمائة عام أخرى. وخطاب "اضطهاد غزة" سيطوي صفحة مهمة في تاريخ فلسطين والمنطقة وسيجبر حتى الأوساط الفكرية الغربية على إعادة النظر في فلسفتها الأخلاقية. لأن الاحتلال الإسرائيلي هو صنیعه وهدية  من قبل الفكر السياسي من الغرب إلى الشرق. لقد تعلم العالم؛ أن أمة واحدة بأيادی فارغة و محرومه من المياه والغذاء والدواء و قصف إمبراطورية الكذب العالمية، أسقطت مصداقية هيمنة القنابل على الإرادة وأظهرت فلسفة تفوق الدم على السيف و فضيحة القمع. قبل 40 يوما قال بايدن بفخر "أنا صهيوني". صدقوني، من غير المرجح أن يفخر أي شخص بقول هذا بعد مائة عام. قول "أنا إسرائيلي" أصبح عاراً و کوارث غزة هي صدمة أخلاقية للغرب.

-

المدير الناشر : سيدي محمد مايغبه

هاتف 46907399 
ايميل المدير الناشر : [email protected]

النطاق : elistitlaa.info
رئيس التحرير : محمد يسلم محفوظ 
المقر : îlot 148 دار السلامة بدار النعيم - نواكشوط