قال الله تعالى :(( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)) صدق الله العلي العظيم.
بعد 47 يوما من حرب يرى الكثير انها غير متوازنة الأطراف و القوة و الكفاءة أعلنت إسرائيل رسميا و بنفس متقطع موافقتها على وقف مؤقت لإطلاق النار يتضمن تبادلا محدودا للأسرى مع حركة حماس.
هذا بالمجمل، لكن بالنظر للتفاصيل نرى الكثير من النقاط تصب في مصلحة المقاومة و اهل القطاع، في صورة من صور النصر يسجلها التاريخ من جديد، و لكل من ساهم نصر فيه بقدر المجهود، و للمقاومة الإسلامية في لبنان و أنصار الله في اليمن، و لدولة قطر النصيب البارز في مشاركة الشعب الفلسطيني نصره الحالي المحدود و نصره المقبل الشامل بإذن الله تعالى.
- مقابل كل نفس من الاحتلال ثلاثة أنفس من اهل الأرض،
- فتح معبر رفح لإدخال ما تكدس من معونات إنسانية إلى سكان القطاع المرابطين.
- حرية التحرك داخل القطاع و دون تمييز أو استهداف لأي أحد.
- التوقف الكلي لتوغلات جيش الاحتلال حيث يتواجد حاليا.
- و أمور أخرى تضمنتها مسودة الاتفاق حسب ما أعلنته الخارجية القطرية، تمت صياغتها بأحرف تؤكد أن دبلماسية المقاومة ناجحة و بزينة.
هنا تتسائل من هو الكاسب الرابح في هذا الاتفاق، أهل الأرض، أم الاحتلال؟
- نتذكر أنه و قبل يومين تحديدا كان رئيس وزراء الاحتلال يقول أنه سيحرر الرهائن أو الجزء الكبير منهم عنوة دون الحاجة لأي وساطة، و هذه خسارة بالمفهوم السياسي ناتجة عن ظروف اقتصادية و أمنية قاهرة.
- قبل ايام قلائل قال وزير دفاع الاحتلال أن هدف العملية رقم واحد هو القضاء على قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، و لليوم الحادي و الاربعين تجوب صواريخ المقاومة سماء اسرائيل، و هذا إخفاق آخر و فشل ينضاف للفشل الآخر.
- تنذكر انه و في تصريحات عدة لثلاث وزراء من الاحتلال، إنهم بدؤوا و بالتنسيق مع حلفائهم الامريكان بمدارسة خطة إدارة القطاع ما بعد حماس، و ها نحن اليوم نشهد و العالم أجمع أن الكلمة الفصل لا تزال لرجال المقاومة، و نرى الاحتلال يتعهد رغما عنه لمن؟ لحماس باحترام هذا الاتفاق و مع من؟ مع حماس، هذا لعله ابسط أصناف الانتصار السياسي الذي حققته المقاومة من هذا الاتفاق المؤقت المحدود بفضل جناحها السياسي في الخارج.
- لليوم السابع و الاربعين و العالم يشاهد حجم الدمار المتواصل لكل حجر و مدر في ارض القطاع و يجزم أن المقاومة الإسلامية في غزة قد لا تسطيع الحفاظ على سلامة و أرواح الرهائن، و هذا ما ثبت عكسه، دون أن يعرف العدو اين هم هؤلاء الرهائن و لا أين كانوا، و هذا نجاح ثاني للمقاومة و إنجاز كبير يؤكد أن الأرض تنتصر لأهلها، و أن أهلها أدرى بشعابها.
و في الختام أثبتت المقاومة نجاعة و قدرة جناحها السياسي في الداخل و في الخارج على إدارة المشهد عموما و ملف الرهائن خصوصا بجدارة و اقتدار، و انسجام تام مع الجناح العسكري على أرض الميدان، مستغلة جهد الأصدقاء و الحلفاء، و متحاشية الصدام و التوتر مع غير الحلفاء و الاصدقاء، حتى لا تخسر المعركة.
إنها دروس في ظرف استثنائي بما في الكلمة من معنى قد احسنت المقاومة الاستفادة منها لصالحها بمعنى الكلمة.
أ - محمد يسلم البار.