
تحضر قمة الاتحاد الأوروبي اليوم دولا عربية لمدارسة خطة الاعتراف بحل الدولتين، و التحول من النظري إلى مرحلة التنفيذ و التطبيق، و يرى المجتمعون انها خطوة نحو الحل و إنهاء الصراع العربي الإسلامي مع إسرائيل، غير انهم مخطئون و لأسباب بسيطة و وجيهة و بينة للجميع:
- أولا كل حل لهذا الصراع لا يصدر من الشارع و رضاه محكوم عليه بالفشل، فبمراجعة التاريخ القريب خلال العقدين الماضيين فقط يتثبت المهتم من استحالة ذلك.
- ثانيا خلخلة و عدم انصاف بنود المقترح كما لو كان يهدف إلى ارغام الفلسطينيين على قبول أقسى شروط المذلة و الهوان، (( دولة منزوعة السلاح، دولة مرهونة اقتصاديا بالكيان، دولة غير مرتبطة جغرافيا، دولة قيادتها بيد أشخاص غالبيتهم لا يسافر لبعض الوجهات إلا بجواز سفر من المحتل، دولة بلا مصادر ذاتية و تعتمد في تسيير شأنها الداخلي الأمني و السياسي و الاجتماعي على مساعدات من الخارج تتحكم في صرفها و إرسالها الأمزجة و الاغراض الشخصية لناقصي هوية و قومية و ايمان، دولة لا تملك اي وسائل لردع الداخل احرى الحركات الخبيثة للعدو الملاصق، )) كل هذا و غيره كثير يصب في تأمين و تقوية غرس اسرائيل بعد أن صارت هيبتها على وشك الزعزعة و كذلك قوتها و بقائها بفعل صمود و ايمان الإنسان الفلسطيني في غزة و الضفة و البادية، و بما سببته تدخلات المقاومة الإسلامية في لبنان و اليمن.
- و لعل ثالث نقاط استحالة المقترح هذا، هو التاريخ الأسود للاحتلال الاسرائيلي في عدم احترامه و التزامه بأي قرار لا يناسبه بل و اختراقه مهما كان يناسبه كلما حصلت حاجة لذلك، فهذا المحتل لا ثقة في تعهداته و التزاماته، فهو ناقض للعهد محرج للصديق عديم الخجل و الحياء و الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و الإسلامية ذاكرتها حية و مليئة بما يصدق هذا و يعززه، و بالتالي أخشى إن سايرت حكومات هذه الدول العربية الحاضرة و تنوب عنه مخطط حل الدولتين بالشروط المطروحة حاليا، أن يشكل ذلك شرخا إضافيا بينها و شعوبها قد تكون له مآلات سيئة و خطيرة في المستقبل، اقلها خطورة توسيع دائرة الحرب و الصراع.
بقلم / محمد يسلم البار