امتّن الله عز وجل على الأمة المحمدية بالنفحات والمنح الربانية وهو شهر رمضان المبارك الذى فضله الله على بقية الشهور ومن أعظم النفحات فى هذا الشهر هى العشر الأواخر من رمضان، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتنى بشهر رمضان عن بقية الشهور ثم يعتنى بالعشر الأواخر عن بقية الشهر.
واعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم العشر الأول من شهر رمضان فجاءه الخبر أن ما تطلبه ليس فى العشر الأوائل، فاعتكف العشر الأوسط فجاءه أن ما يطلبه ليس فى العشر الأوسط، فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم أن اعتكفوا في العشر الأواخر من رمضان ، ثم أراد أن يخفف على أمته فقال التمسوها فى وتر العشر الأواخر من رمضان.
فضل ليلة القدر
وفيما يتعلق بموضوع فضل ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان ، فإننا نعيش في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وهي الأيام التي تشهد وجود ليلة القدر، ويكفي للحديث عن فضل ليلة القدر، أنّ الله سبحانه وتعالى أنزل في كتابه سورة تحمل اسمها: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)».
ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان
وفي سياق موضوع فضل ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان، من الأحاديث الشريفة: في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره .
ومن الأمور التي يمكن تناولها في فضل ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان، ووفقًا لتفسير ابن كثير 4/531 ، فإنّ ليلة القدر تنزل فيها الملائكة ، والروح ، أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له.