
يتفق المحللون والمراقبون للمشهد السياسي بموريتانيا أن المبادرة السياسية التي هي في ثوب قبلي و جهوي كما يرى الجميع التي نظمها المدعو علي ولد ممود يوم الاحد الماضي في بلدة لعيوج 28 كيلومتر شمال روصو بولاية ترارزة ، هي فعل اقرب للقبلية ، وغير مقبول و قد يعيد موريتانيًا الى المربع القديم وهو البحث عن المصالح الشخصية واهدار المال في غير محله ، و الاستناد على القبيلة و الجهوية والمحسوبية وهي أمور تعمل الدولة للقضاء عليها لأن ضرها اكثر من نفعها .
وحسب اعتقاد البعض فإن هذه المبادرة قد تعصف بمستقبل حزب الانصاف لأنها تخالف مبادئه واهدافه و تختلف تماما مع الرؤية السياسية لرئيس الجمهورية .
لقد كانت المبادرة المذكورة تحت عنوان ( رد الجميل ) وأي جميل كما يتساءل البعض ، وكانت مبادرة عرجاء و خالية من الخطابات و ذكر الانجازات ، بل أن الحاضرين انزعجوا بمرحبا مرحبا بوفد القبيلة كذا وكذا ، تلت ذالك نغمات الفنانين ، فأي رد للجميل ايضا .
يبدوا أن الرجل علي ولد ممود الذي لم يكن معروفا قبل ذالك اليوم ، كان يريد أن يظهر للناس و تتعرف عليه ، من جديد مستخدما حزب الانصاف لإنصافه ، ويبدوا أنه امضى اكثر من شهرين في جمع ارقام هواتف شيوخ وقادة القبائل و نشطاء السياسة ، لمناشدتهم الحضور الى هذا المهرجان السياسي ( القبلي ) إن صح التعبير و الذي هو لحاجة في نفس علي ولد ممود ، وكان في ثوب قبلي بالتمام والكمال ، في الوقت الذي ترفض فيه الدولة التجمعات والمهرجانات القبلية .